نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 84

الخميس 28 آذار 2024

بيان رابطة اصدقاء كمال جنبلاط بالمناسبة

اولاً: الذكرى السابعة والاربعون لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط

فرح

رغم مرور الزمن على جريمة اغتياله في 16 آذار 1977 لازلنا ومعنا الكثيرون في لبنان وفلسطين ودنيا العرب ، نتساءل، كلما اشتدت الازمات: كم نحن اليوم بأمس الحاجة لرجال دولة من امثال كمال جنبلاط يملكون الرؤية والقدرة والتصميم على التصدي للازمات واقتراح الحلول؟

كمال جنبلاط مستمر في الذاكرة كمفكر انساني ، وكقائد مناضل نذر حياته لمقاومة الفساد وملاحقة المفسدين ومحاربة المحسوبية والطائفية السياسية والنزعات المذهبية والذهنية الاستغلالية المركنتيلية.

كمال جنبلاط مستمر في الذاكرة والتاريخ كمعلم بمشاريعه الاصلاحية ، ورؤاه المستقبلية وسعيه الدؤوب لاقامة الدولة المدنية العلمانية ذات الطابع الانساني في لبنان .

كمال جنبلاط مستمر في ذاكرة الشعب الفلسطيني كمناضل صادق من اجل نصرة الحق الفلسطيني في كفاحه ضد العدوان الصهيوني والتخاذل الدولي والتقصير العربي. ولهذا اعتبرته القيادة الفلسطينية يوم استشهاده شهيداً لفلسطين .

لقد آمن كمال جنبلاط بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وبقدرتهم على النضال في سبيل التحرر واستعادة الارض ، واقامة الدولة الفلسطينية الديموقراطية في فلسطين وعاصمتها القدس التاريخية ، وتأمين عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم في فلسطين الحرة .

فمنذ العام 1949، أكّد على هذا الموقف القومي والانساني في ميثاق الحزب التقدمي الاشتراكي الذي تأسس في ذلك العام ، في الصفحة 68 على: اعتبار الكفاح الشعبي في سبيل تحرير فلسطين من الصهيونية حافزاً رئيسياً لحركة التجمع العربي النازع الى الوحدة . ورأى ان قيام الاتحاد العربي العلماني الديموقراطي اللامركزي يشكل نطاق ضمان للتعايش اليهودي داخل الكيان الفلسطيني الديموقراطي لصهر الفئات اليهودية في المجتمع العربي ضمن تنوع متناسق وخلاّق .

اعتبر كمال جنبلاط قضية الشعب الفلسطيني قضية وطنية عادلة ، بل قضية انسانية واخلاقية تمسّ جوهر الالتزام السياسي لدى كل انسان. بل اكثر من ذلك، اعتبر القضية الفلسطينية قضيته بالذات ، قضيته كانسان، وكمواطن لبناني وعربي ، وهو الذي اكّد فور حدوث نكبة العام 1948، ان لا سبيل للدفاع عن فلسطين بدون تمكين شعبها من الاعتماد على نفسه فكرياً وسياسياً، ونضالياً وتمويلاً للتصدي للعدوان الصهيوني ، ودعا الفلسطينيين للتصعيد في مواقفهم الى مستوى المجابهة الشعبية الفاعلة لشن حرب تحرير حقيقية ، وعبّر عن ذلك بقوله:

"انا اؤمن بالعمل الفدائي وجدواه وفاعليته، فهو يرهق جيش العدو، ويفسد عليه نشوة النصر العسكري واحلام الطمأنينة: كما يدقّ بعنف الضمير العالمي المتخلي عن الاخلاق والراضخ للدعاية الصهيونية . وادرك في الوقت ذاته، ان هجمات الفدائيين، مهما بلغ اثرها، لن تكون قادرة وحدها على سحق الجيش الاسرائيلي ، واجباره على الاعتراف بالحق الفلسطيني . وسيظل سبيل النصر النهائي مرهوناً بدور الجيوش العربية ، وبمواقف السلطات العربية ، وبالاعداد مالياً وعسكرياً للمساهمة في ترجيح الكفة في الصراع في اسرائيل لصالح الفلسطينيين ."

(المرجع: من مقابلة له مع "فلسطين الثورة" بتاريخ 15/1/1976)

وكان سبق لكمال جنبلاط بصفته اميناً عاماً للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية ، ان اعلن في حفل تأبين القادة الفلسطينيين الثلاثة الذين استشهدوا في بيروت بعدوان اسرائيلي سنة 1973:

"في مسيرة التحرر الكبرى يسقط الشهداء، ولكن الثورة التي انبتتهم ووجهتهم نحو الهدف المحدد تتزكّى بعبير دمائهم ، وترتفع شعلتها بقرابين تضحياتهم ، وتستقيم عزّتنا وتشرّف بها قوميتنا وكانها المشاعل على مراتب هذا المسار الموصل الى تحقيق التحرر، وتعبّد طرق العودة الى فلسطين العربية ، والى القدس الشريف وكل موطئ قدم يدوس ارجاءه المستوطنون الاسرائيليون في رعاية وحماية الدولة الكبرى الطاغية الولايات المتحدة الاميركية في تنكرها للقيم والحقوق ، وفي تقويضها لمسار السلام العادل الذي يقتضي قيام دولتين على ارض فلسطين ، او دولة مدنية موحدة ، بعد نزع الصفة العنصرية الدينية عن اسرائيل ، واطالب العرب بأن لا يستسلموا ، ويفرّطوا بالقضية الفلسطينية ويضحوا بالشعب الفلسطيني قرباناً على مذابح المواجهة الشرسة للعدوان الصهيوني مدعوماً بالانحياز الاعمى الاميركي."

(المرجع: كتابه "فلسطين قضية شعب وتاريخ وطن " – ص.252 )

وعما أراده كمال جنبلاط للبنان ، تعود بنا الذاكرة الى العام 1960، عندما ردّ في الرابع من شهر آب على تساؤلات الاستاذ سعيد فريحة في جريدة الانوار قائلاً:

"ان ما نريده من لبنان هو تبديل وجه لبنان الطائفي وتوجيه مؤسساته وانظمته وذهنية شعبه الى تكوين وطن ودولة والطريق الى ذلك يقتضي العمل الجدّي على :

1- تطبيق قانون "من اين لك هذا" من قبل المحاكم المختصة بحق الرؤساء والوزراء والنواب وموظفي الادارة العامة ، لان ذلك هو الوسيلة الوحيدة المطلوبة لاعادة هيبة الحكم والقضاء على الرشوة والفساد المستشري في البلد.

2- تفعيل اجهزة الرقابة والمحاسبة واحترام استقلالية القضاء

3- اعتماد سياسة التخطيط لتطوير لبنان اقتصادياً والتوجيه لتنشيط القطاعات الانتاجية كالزراعة والصناعة وضمان تطبيقها.

4- تعميم التعليم وتحديثه في مختلف المراحل ، والتركيز على التعليم المهني والتقني.

5- تحقيق اللامركزية الادارية والمالية والثقافية على اوسع نطاق وضمان حصول انماء شامل لكل المناطق.

6- اعادة النظر في قانون الانتخاب ، والغاء الطائفية السياسية ، وتخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة، واعتماد النسبية لحساب النتائج.

7- تأمين الرعاية الصحية والاستشفائية للجميع

8- انشاء محكمة عليا تشرف على القضاء ، وتبحث في دستورية القوانين والقرارات والتصرفات العامة."

(المرجع: كتابه "دعوة الى الوطن عبر مؤتمرات ولقاءات ومواقف الجزء الاول – ص. 64")

في 16 آذار 1977، اغتالت يد الغدر المعلم كمال جنبلاط ، قبل ان يتحقق مشروعه للبنان الوطن والرسالة، وغرق البلد ولا يزال في سلسلة من الازمات والمحن والفشل وتفاقم المخاطر وما زلنا ننتظر رجل دولة يحقق الحلم ويعيد بناء الدولة التي حلم بها يوماً المعلم كمال جنبلاط.


الكاتب

فرح

مقالات أخرى للكاتب

العدد 46

الإثنين 01 شباط 2021

اصدار العدد 46 من فرح في موعده نهاية شهر كانون الثاني 2021

فرح


اصدار العدد 46 من فرح في موعده نهاية شهر كانون الثاني 2021

العدد 46

الإثنين 01 شباط 2021

الصورة النادرة لكمال جنبلاط يضحك: انا اقطاعي ولو باشتراكيتي... (من أرشيف جوزف أبي ضاهر)

فرح


«العودة إلى الماضي ومحاكمة رجالاته وصلبهم لا تكفي. المستقبل ينتظر منّا جميعًا أن نصنعه، من دون دفع سمسرات ودماء».

العدد 43

الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020

اخبار الرابطة: توزيع بيان الرابطة عن: اتفاقات التطبيع مع اسرائيل

فرح


في خطاب له في ذكرى نكبة 15 ايار 1947، القاه في 15 ايار 1976 في مهرجان التضامن مع الشعب الفلسطيني ، اعلن كمال جنبلاط:

العدد 43

الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020

اخبار الرابطة: مواصلة حملة التوعية من وباء كورونا بمعدل ثلاث مرات في الاسبوع ، وهذا نموذج:

فرح


مواصلة حملة التوعية من وباء كورونا بمعدل ثلاث مرات في الاسبوع ، وهذا نموذج


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك