نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 66

الثلاثاء 04 تشرين الأول 2022

مطالب صعبة وتفاهم أصعب

من الصحافة اخترنا لكم

رفيق خوري – جريدة نداء الوطن

موسم الحراك النيابي مزدهر في هذه الأيام، وليس خارج المألوف أن يتصرف النواب كأنهم العامل الأساسي المقرر في صنع رئيس الجمهورية. لكن الواقع أن موازين القوى في المجلس النيابي محكومة بحسابات القوة خارج المجلس وحسابات المصالح خارج لبنان. والكل يعرف أن التركيبة السياسية التي خسرت السلطة الفعلية بالتخلي عن موجبات اللعبة الديمقراطية، تتصارع على المناصب الشكلية. ولذلك يبدو الشغور الرئاسي بالنسبة إليها خياراً عادياً في لعبة المناصب كأنه الوجه الآخر لإنتخاب رئيس مؤجل.

ذلك أن لعبة الصراع على المناصب تدور فوق مسرح معزول عن قضايا اللبنانيين وهمومهم، كما عن المخاطر المصيرية على لبنان ونافذة الفرصة الضيّقة المفتوحة أمامه. وما يصطدم به اللاعبون هو أن اللعبة الفعلية الدائرة خارج المسرح تجاوزتهم، بحيث ما عادوا حتى على مستوى السؤال التقليدي منذ عقود: أي لبنان نريد، وأي رئيس نريد. فلا طرف يستطيع أن يقودنا الى لبنان الذي يريد. ولا طرف يمكنه المجيء بالرئيس الذي يريد. ولا تفاهم على صيغة جديدة للبنان وحتى على تطبيق إتفاق الطائف الذي صار دستوراً.

وليس الخلاف على سلاح "حزب الله" ودوره الداخلي والإقليمي سوى تعبير صارخ عن معضلة بالغة الصعوبة أوسع من موضوع المقاومة الإسلامية لإسرائيل. فنحن أسرى سلاح يعتبره صاحبه "قوة للبنان" ويلعب به دور قوة إقليمية هي جزء من المشروع الإقليمي الإيراني، ويراه خصومه مشكلة للبنان ومانعاً لمشروع الدولة وآخذاً البلد الى عداء مع العرب والغرب. والمطلب الكبير حالياً والذي يختصر كثيراً من المطالب هو إخراج النفوذ الإيراني من لبنان في مواجهة التمسك به والدعوة الى التساكن معه.

لكن إخراج النفوذ الإيراني من لبنان صعب كما هي الحال في سوريا والعراق واليمن، لأن جمهورية الملالي وميليشياتها مستعدة لإستخدام القوة. والتساكن معه صعب أيضاً بسبب جذرية المشروع الإيراني في إطار ولاية الفقيه. وتلك هي المسألة. فما العمل؟ فضلاً عن أن ما تريده طهران وتعمل له مع "حزب الله" والحشد الشعبي والحوثيين هو إخراج أميركا من لبنان وكل "غرب آسيا". وما تريده واشنطن الساعية لإحياء الإتفاق النووي هو ضبط النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة. لكن أياً منهما لا يستطيع تحقيق كل ما يريده. فما العمل؟

ما ينصح به الواقعيون هو ترتيب تسويات موقتة. تفاهم على رئيس للجمهورية يساهم في إخراج لبنان من هاوية الأزمات. وما تدعو له فرنسا هو التكيّف مع التساكن. وما يأمل فيه البعض هو توسيع الدور العربي والدولي في لبنان للتوازن مع الدور الإيراني. وهذا مجرد تسليم بحد أدنى من إدارة الأزمة.

والظاهر أننا مدعوون الى تعلم ما سجّله ليسلي غيلب في كتاب "قوانين القوة": "إذا حاولت البحث عن الحل الدائم، فأنت تبحث عن الفشل".


الكاتب

رفيق خوري – جريدة نداء الوطن

مقالات أخرى للكاتب

العدد 76

الخميس 03 آب 2023

أي لبنان يراد إنقاذه؟

رفيق خوري – جريدة نداء الوطن


ليس غريباً أن تتعدّد القراءات اللبنانية في بيان «الخماسية» العربية والدولية الذي صدر بعد إجتماع الدوحة، من حيث لم يصدر بيان عن إجتماعها في باريس من قبل. ولا خارج المألوف ان يعبّر البعض عن خيبة الأمل، بعد البيان كما بعد

العدد 64

الإثنين 01 آب 2022

لعبة حرب في وضع دقيق

رفيق خوري – جريدة نداء الوطن


لا أحد يجهل، وبالطبع أميركا وإسرائيل، أن المفاوض اللبناني الرسمي ليس صاحب الكلمة الأخيرة في ترسيم الحدود البحرية. ولا شيء يوحي أن توحيد الموقف الرسمي، بعد تعدد المواقف وتناقضها، أحدث تبدلاً في الواقع. فحين ظهر تطور ما في المفاوضات بواسطة الوسيط

العدد 54

الخميس 30 أيلول 2021

معركة الخبث والتفاهة وحرب التحدّيات المصيرية

رفيق خوري – جريدة نداء الوطن


معركة الحكومة والصلاحيات في تأليفها ليست "أم المعارك"، ولو بدت كذلك. والحكومة، وإن تشكلت، ليست أكثر من مسرح لصراعات أكبر منها. فكل طرف في المعركة يلعب الدور الذي يتصور أنه دوره الطبيعي الذي يخدم أهدافه


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك