لعبة حرب في وضع دقيق من الصحافة اخترنا لكم
رفيق خوري – جريدة نداء الوطن
– 6/7/2022
لا أحد يجهل، وبالطبع أميركا وإسرائيل، أن المفاوض اللبناني الرسمي ليس صاحب الكلمة الأخيرة في ترسيم الحدود البحرية. ولا شيء يوحي أن توحيد الموقف الرسمي، بعد تعدد المواقف وتناقضها، أحدث تبدلاً في الواقع. فحين ظهر تطور ما في المفاوضات بواسطة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين كشف "حزب الله" الذي يكرر شعار الوقوف وراء موقف الدولة أنه يقف عملياً على رأسها. و"رسالة" المسيرات الثلاث فوق حقل كاريش الموجهة الى عناوين عدة، بينها العنوان الأميركي- الإسرائيلي، هي تذكير بأن حسابات "حزب الله" ليست فقط لبنانية بل أيضاً إقليمية ودولية. وكالعادة، فإن استعجال القراءة في "الرسالة" يقود الى اختلاف الآراء حول دورها في تسهيل المفاوضات أو تعقيدها.ذلك أن الوضع معقد ودقيق جداً في مسألة النفط والغاز في شرق المتوسط. في لبنان المأزوم والمحتاج الى استثمار ثروته البحرية. في إسرائيل المستعجلة والتي فتحت مع مصر الطريق الى تزويد أوروبا بالغاز. في أميركا العائدة الى هموم الشرق الأوسط. في إيران وموقعها في المنطقة ومفاوضاتها مع أميركا على الإتفاق النووي. في روسيا الجارة في سوريا والغازية في أوكرانيا. في الصين المشغولة بأكثر من مشروع "الحزام والطريق". وفي الإتحاد الأوروبي الباحث عن بديل من الغاز الروسي والدول العربية التي تبحث عن تحالف أمني دفاعي لمواجهة "الخطر الإيراني".و"رسالة"المسيرات يمكن أن تصبح جزءاً من لعبة حرب. فمن السهل على "حزب الله" ضرب المنصات في إسرائيل وسفن إستخراج الغاز. وما يمنع إسرائيل من شن الحرب هو ما يدفعها إليها إذا صارت عاجزة عن حماية ثروتها الغازية. ولا أحد يضمن عدم سوء التقدير في الحسابات وما يقود إليه الفعل ورد الفعل من تصعيد. فماذا يربح لبنان إذا قصف "حزب الله" إسرائيل بآلاف الصواريخ، ورد العدو بتدمير لبنان وحرمانه من ثروته الغازية؟
السؤال الذي لا بد منه حيال البابين الوحيدين المفتوحين أمام لبنان للخروج من الهاوية هو: هل يريد "حزب الله" بالفعل ترسيم الحدود البحرية مع العدو الصهيوني الذي يتحدث "محور الممانعة" بقيادة إيران عن محوه من فوق الخارطة؟ وهل يشجع السلطة الرسمية على الإتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يرفض شروطه ويصفه بأنه "أداة أميركية"؟
مهما يكن الجواب، فإن الواقع هو أن السلطة ليست في السلطة الشكلية، ولا دور عملياً لرؤساء الجمهورية والحكومات والنواب والوزراء. فهم يلعبون باللاحكومة في ملعب ينهار فوق حياة شعب جعلوه فقيراً يستحق شفقة الأشقاء والأصدقاء.
"الدول وحوش باردة" كما قال الجنرال ديغول. لكن اللادولة في لبنان تطلق على شعبها وحوشاً كاسرة.
الكاتب رفيق خوري – جريدة نداء الوطن
مقالات أخرى للكاتب أي لبنان يراد إنقاذه؟ رفيق خوري – جريدة نداء الوطن
ليس غريباً أن تتعدّد القراءات اللبنانية في بيان «الخماسية» العربية والدولية الذي صدر بعد إجتماع الدوحة، من حيث لم يصدر بيان عن إجتماعها في باريس من قبل. ولا خارج المألوف ان يعبّر البعض عن خيبة الأمل، بعد البيان كما بعد
الثلاثاء 04 تشرين الأول 2022
مطالب صعبة وتفاهم أصعب رفيق خوري – جريدة نداء الوطن
موسم الحراك النيابي مزدهر في هذه الأيام، وليس خارج المألوف أن يتصرف النواب كأنهم العامل الأساسي المقرر في صنع رئيس الجمهورية. لكن الواقع أن موازين القوى في المجلس النيابي محكومة بحسابات القوة خارج المجلس وحسابات المصالح خارج لبنان. والكل يعرف أن التركيبة السياسية التي خسرت السلطة الفعلية بالتخلي عن موجبات اللعبة الديمقراطية، تتصارع على المناصب الشكلية. ولذلك يبدو الشغور الرئاسي بالنسبة إليها خياراً عادياً في لعبة المناصب كأنه الوجه الآخر لإنتخاب رئيس مؤجل.
معركة الخبث والتفاهة وحرب التحدّيات المصيرية رفيق خوري – جريدة نداء الوطن
معركة الحكومة والصلاحيات في تأليفها ليست "أم المعارك"، ولو بدت كذلك. والحكومة، وإن تشكلت، ليست أكثر من مسرح لصراعات أكبر منها. فكل طرف في المعركة يلعب الدور الذي يتصور أنه دوره الطبيعي الذي يخدم أهدافه