نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 85

الخميس 25 نيسان 2024

وضع اركان الدولة في لبنان امام مسؤولياتهم قبل فوات الاوان

مع الاحداث

سعيد الغز

الايام والشهور بل السنين تمر على لبنان ، والاحداث تتفاقم والمخاطر تتسارع ، والازمات في كل المجالات تهدد الكيان بالزوال ، فماذا يفعل اركان الدولة للانقاذ واعادة تركيب الدولة بعد ان تنازعت عليها الدويلات المتناقضة الولاءات .

ان من يعود الى تاريخ هذا الوطن المفترض ان يكون وطن الرسالة والنموج للتعددية والعيش المشترك وتلاقي الاديان والحضارات. يلاحظ ، مع الاسف الشديد ، ان معظم ارباب الحكم والسياسة في لبنان لم يتعلموا شيئاً من تجارب التاريخ ، وما اشبه اليوم الحاضر بالبارحة المنصرمة. الظروف تكاد تكون متشابهة، وكذلك المنازعات والمداخلات والدسائس ومحاولات الفتنة والحرب الاهلية ، والضغوطات الخارجية الاقليمية والدولية لجرّ لبنان الى هذا المحور او ذاك ، حتى ان الشخصيات على مسرح الحكم والسياسة هي ذاتها ولو تبدلت اسماؤها واشكالها واساليب تعاطيها في الشؤون العامة .

الايام والشهور وحتى السنوات تمضي والقضايا تتعقد ، والتداعيات تتفاقم ويبدو انه ما من امل بأن يقوم احد من ارباب الحكم والسياسة في هذه الدولة المشلولة والمفككة والمغيّبة على القيام بأية مبادرة جدية وشفافة وطنياً من اجل اخراج البلد من معاناته وشغور وتعطيل مؤسساته وشلل اداراته. وما من بارقة امل تلوح في الافق المسدود تشير الى تمكّن هؤلاء المسؤولين من التغلب على الضعف والجبن الذي يمنع الجرأة على الاقدام والعمل الجدي، بدلاً من التصلب في المواقف السلبية التعطيلية لدوافع ومنافع شخصية او زبائنية او حزبية او فئوية مذهبية متباينة الولاء لهذا الراعي الاقليمي او ذاك ، او لهذا المعسكر الدولي او ذاك .

مجريات الامور والاحداث تظهر ان الازمات المتفاقمة في كل المجالات ، وعلى كل المستويات ، وفي مختلف النشاطات، انما هي ناتجة عن ازمات نفسية وسياسية مرضية . وهذا يعني ان اولياء الامر في السياسة والدولة لا يليقون بالاضطلاع بالمسؤوليات المنوّطة بهم للانقاذ والاصلاح والتطوير والانماء الملقاة على عاتقهم ، فكيف نثق بقدرتهم على حماية لبنان من المخاطر الداهمة التي تحيق به من عدو شرس غاشم يهدد بتدمير لبنان واعادته الى العصر الحجري.

الى هؤلاء جميعاً ايا كانت ولاءاتهم وانتماءاتهم وذرائعهم وغاياتهم ، نقول: ان التخاذل بدافع الخوف ، واللامبالاة بحجة الضعف وعدم الامكانيات ، والابتعاد عن الروح العلمية الجدية في معالجة الامور ، والتسلح كل بدوره ان القرار ليس في يده ، لكي يعمل على مواجهة المعضلات وايجاد الحلول ، ولو مرحلية ، لكل منها ، حتى لا تتراكم ولا يعود المسؤول قادراً على ان يعرف لفقدان التفكير العلمي والعقلاني في تفكيره وارادته وعمله ، من اين يجب ان يبدأ وكيف يوصل الامور الى خواتمها السليمة قبل ان يفوت الاوان ويقع ما ليس في الحسبان وينهار لبنان ويزول الكيان .

ان الاستمرار في هذا النهج السلبي في معالجة الامور ايا كانت مبرراته بات يضغط على الجميع ويتطلب العمل الجدي السريع الى التحرك ، والاعتراف بالفشل والاستقالة من مراكز المسؤولية وافساح المجال لغيرهم ممن قد تتوفر لديهم الارادة والقدرة والنزاهة والتجرد لكي يسارعوا الى الانقاذ قبل فوات الاوان .

لم يعد امام المسؤولين والسياسيين شرف الانتظار في ما المسارعة الى العمل الانقاذي او الانكفاء وافساح المجال لغيرهم ليقوم بما هم عجزوا من القيام به.


الكاتب

سعيد الغز

مقالات أخرى للكاتب

العدد 48

الخميس 01 نيسان 2021

الحكم متعثر والبلد مأزوم والتعطيل مدعوم، فبئس المصير المشؤوم

سعيد الغز


"ان المشكلة اللبنانية لا تحلّ الا على اساس وطني لا طائفي ، ومنهج حازم في آن واحد يوصل الى اقامة دولة مدنية علمانية في لبنان تصهر المجتمع اللبناني في البوتقة الوطنية ." كمال جنبلاط

العدد 47

الثلاثاء 02 آذار 2021

في لبنان وفي العالم ... صراع غير متكافئ بين الديموقراطية والديكتاتورية

سعيد الغز


في لبنان لا تزال الاحداث المقلقة تتواصل ، فعلى المستوى الشعبي الازمات تتفاقم مالياً واقتصادياً واجتماعياً وتربوياً وصحياً وامنياً والمسؤولون عن ادارة الدولة وتدبير شؤون الناس عاجزون وفاشلون وغائبون كلياً عن القيام بالمطلوب منهم . منذ اندلاع حركة الاحتجاج

العدد 46

الإثنين 01 شباط 2021

من واشنطن الى بيروت المخاطر على الديموقراطية تتصاعد

سعيد الغز


خطفت الاضواء في هذا الشهر الاحداث التي شهدتها العاصمة الاميركية واشنطن. ففي ليل الاربعاء الموافق 06 كانون الثاني 2021. انشغلت وسائل الاعلام والتواصل في مختلف دول العالم، بما تعرّض له الكونغرس الاميركي من اقتحام غوغائي عنصري متطرف، حرّض عليه مباشرة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الرافض لنتائج الانتخابات التي خذلته واوصلت الى سدة الرئاسة المرشح الديموقراطي جو بايدن.

العدد 43

الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020

مع الاحداث: لبنان اليوم على طريق الجلجلة .... اي مصير

سعيد الغز


هذا الشهر ايضاً، الاحداث تتوالى في لبنان والاوضاع تتفاقم: العجز على مستوى ارباب السلطة لايزال هو السائد. البلد يسير على غير هدى: لا مال ، لا اشغال، لا كهرباء، لا محروقات، كورونا جائحة ولا دواء ولا استشفاء الا لأصحاب الثروة والحظوة. حبل انقطاع السلع الغذائية والتجهيزية على غاربه، يقابله التهريب المحمي من ذوي القدرة. كل هذا ولا اي مسعى رسمي فعلي للبحث عن مخارج وحلول، الا في الاطلالات التلفزيونية الدعائية للمسؤولين.


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك