الثنائي ترامب - نتنياهو في مواجهة الجميع في العالم: الاستسلام لمشيئتنا للحصول على السلام.. وإلا.. ملح الارض
عباس خلف
شخصيتان فريدتان وغريبتان تشغلان العالم اليوم، صفات عديدة تجمع بينهما: تصرفات شخصانية رافضة للرأي الآخر، تطلعات متشابهة وعشق البقاء في السلطة خلافا للقوانين والدساتير والقضاء والأعراف الديموقراطية بتداول السلطة ، عدم الاعتراف بحقوق للآخرين يجب احترامها مع ما في لكل ذلك من انعكاسات سلبية على النظام العالمي وانتظام العلاقات بين الدول والشعوب .
فالرئيس ترامب يعتبر نفسه المنقذ والمخلص الذي اختارته العناية الإلهية ليعيد للولايات المتحدة عظمتها وسيادتها على العالم لأنها الأقوى وبالتالي الأحق للعب هذا الدور. وبهذا المنطق الذي لا يقبل المساءلة يطالب الجميع سواء في الداخل الأمريكي ام في سائر انحاء العالم الاستجابة لرغباته وطموحاته وقراراته ويهدد بالويل والدمار لكل من يعارضه أكان مواطنا امريكيا ام حليفا ام منافسا ام عدوا فالجميع سواء كلهم اعداء ومخطئون يستحقون العقاب وحتى القضاء عليهم بأخطر وسائل الدمار الشامل ، يرفع دائما شعار "انا الاقوى اذا انا الاحق وانا الاقدر على وقف الحروب واحلال السلام في العالم كما اراه وعلى الجميع الاستجابة لرغباتي وإلا نار الجحيم ستحرقهم".
يعتبر ترامب ان ما يطرحه من مطالب ايا كان نوعها جغرافية سياسية اقتصادية عسكرية امنية او عمرانية استثمارية هي مقدسة وغير قابلة للمناقشة ولا حدود لغضبه على كل رافض لها والنماذج كثيرة : كندا الجارة الشمالية لبلاده يجب ان تتخلى عن استقلالها وتصبح ولاية امريكية، والمكسيك الجارة الجنوبية يجب ان تتحول الى حارس حدود يمنع تسلل المهاجرين عبر المكسيك الى الولايات المتحدة ، وقناة بنما في امريكا الوسطى التي شقّتها الحكومة الامريكية يجب ان تعود ملكيتها وادارتها لبلاده، وعلى الدنمارك الحليفة الاوروبية لبلاده التنازل عن جزيرة غرينلاند نظرا لمركزها الاستراتيجي وثرواتها المعدنية النادرة التي تحتاج اليها الولايات المتحدة، كما انه لم يرى مما يعانيه الشعب الفلسطيني من حرب ابادة على غزة سوى رغبته في تملكها واستثمار عقاري لها وتحويلها الى ريفيرا شرقي البحر المتوسط بعد طرد سكانها منها وتهجيرهم الى البلدان المجاورة العربية بل حتى الى اندونيسيا والبلقان.
كل هذا لم يشبع رغباته وسلطاته، فخطر على باله لدعم ااقتصاد بلاده وماليتها فرض رسوم جمركية حمائية على معظم دول العالم بما فيها الدول الحليفة للولايات المتحدة كاسرائيل. فشن حربا تجارية عالمية لا احد يستطيع تخيل تداعياتها على الجميع بما في ذلك الولايات المتحدة . في تصريحاته اعلن بزهو المنتصر في 7/4/2025: "الاتحاد الاوروبي وكندا والمكسيك والصين مارسوا ضدنا الغش التجاري وها هم اليوم يهرولون للتفاوض معنا على ابرام اتفاقات عادلة بشأن الرسوم الجمركية".
اما ناتنياهو نده وحليفه في هذا المضمار فينطلق من سرمدية الروايات التوراتية التي تخدم طموحاته الشخصية في السيطرة على اسس عنصرية فوقية لا تعترف بالاخر ولا تقرّ بأية حقوق للغير. لا يحترم المنظمات الدولية على اختلافها ويرفض تطبيق كل ما يصدر عنها من قرارات تحد من طموحاته ورغباته، فوجد في ترامب خير حليف مساند له يمده بالمال والسلاح والعتاد الامريكي المتطور بلا حدود ويضمن له الحماية من اية محاسبة او مواجهة داخلية كانت ام اقليمية ام دولية سواء كانت سياسية حقوقية قضائية ام عسكرية ويطلق يده ليفعل ما شاء ضد معارضيه في الداخل الاسرائيلي او في مواجهة كل من يتصدى لمشاريعه في منطقة الشرق الاوسط ، واستنادا لهذا الدعم يتصرف نتنياهو بفوقية لا مثيل لها غير عابئ بمعارضة داخلية للاستمرار في السلطة دون حسيب او رقيب وبعنصرية مندفعة للتوسع والتسلط على حساب دول وشعوب منطقة الشرق الاوسط ، يشن الحروب والغارات القاتلة المدمرة والاغتيالات ويرفع سقف التهديدات داعيا الجميع للاستسلام لرغباته في اقامة شرق اوسط جديد يحكمه ويؤمن له العيش في السلام الاسرائيلي المدعوم من بطل السلام المماثل على مستوى العالم الرئيس ترامب وفي حال الرفض فان الغضب الترامبي النتنياهوي لا حدود له ولضراوته وقدرته التدميرية .
على ضوء كل ما تقدم ولما يمكن ان يتعرض له العالم من مخاطر يطرح السؤال على زعماء العالم: ماذا انتم فاعلون عملا لا قولا لمواجهة ما ينتظركم من اندفاعات ترامب - نتنياهو الجامحة وتداعياتها غير المحسوبة؟ هل سترضخون وتستسلمون وتقبلون بسلام الذل الموعود ام ستنتفضون لكرامة دولكم وشعوبكم لوقف هذين المغامرين الشمشونيين عند حد انقاذ العالم والحضارة؟
مقالات أخرى للكاتب مواقف لكمال جنبلاط ترسم خريطة طريق لانقاذ حاضر الوطن ومستقبل الكيان عباس خلف
في السادس عشر من شهر آذار سنة 1977، اغتالت يد الغدر المعلم كمال جنبلاط قبل ان يتم الستين من عمره. وترك على هذه الارض الطيبة التي ناضل من اجل مستقبل افضل لمواطنيها، دعوة للبنانيين للثورة على الظلم والوصاية والتبعية والفساد والتحرر من السجن الكبير.
لقد اغتالوا جسد المعلم ، ولكن فكره باق بقاء هذه الارض والتغيير آتٍ لا محالة اذا اراد اللبنانيون لوطنهم ان يستمر ويدوم
كلمة حق عباس خلف
"ان كلمة الحق التالية نشرتها على الفيسبوك بتاريخ 22 نيسان 2014، وقد كتبت بموضوعية وصدق بصرف النظر عن علاقة الصداقة التاريخية بين جان عبيد وبيني. وقد وجدت من المناسب ان اعيد نشرها في "ملح الارض" للتاريخ والذكرى، ولأن الفقيد الغالي حافظ على الالتزام الصارم بالقيم الاخلاقية والانسانية الى آخر يوم من حياته. تحية محبةٍ ووفاء الى روحه الطاهرة."
عن اية دولة مدنية يتحدثون؟ عباس خلف
لبنان اليوم مهدد بكيانه ، وبمعاناة شعبه التي لم يشهد لها مثيلاً في اصعب مراحله التاريخية : انهيار مالي واقتصادي، اختناق اجتماعي، فقر مدقع وبطالة، هجرة تواجه اقفال ابواب السفارات في وجهها، دول شقيقة وصديقة تحولت عن الاهتمام بالقضايا
الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020
ملح الارض - قضايا الفكر يسيئ اليها الاجتزاء ، وتستدعي التجرد وحسن الاطلاع عباس خلف
مناسبة هذا العنوان كلام مجتزأ نسب الى المعلم كمال جنبلاط، وخلق التباساً حول رؤية صاحبه للبنان الحداثة، وصوّره داعية للتقسيم الطائفي وفدرالية الطوائف. وبما اننا في رابطة اصدقاء كمال جنبلاط مؤتمنون وحريصون على ابراز تراث كمال جنبلاط الفكري والسياسي