الإثنين 30 كانون الأول 2024
في الشرق الاوسط ، حروب الاستنزاف تتواصل .. فمن وراءها؟ ملح الارض
عباس خلف
ما ان تهدأ في مكان ، تشتعل في مكان آخر. رقعة الصراعات العسكرية والحروب الاهلية في منطقة الشرق الاوسط تزداد اشتعالاً وتتفاقم تداعياتها. من الضفة الغربية في فلسطين الى غزة، ومن لبنان الى سوريا فالعراق، ومن اليمن الى السودان فليبيا والصومال مع التهديد بنقلها الى الاردن. الفاعلون فيها عديدون ومتنوعون: دول اقليمية ، حركات وميليشيات مسلحة ، مخابرات دولية متضاربة المصالح. دول عظمى تحرك ادواتها هنا وهناك ، تعطّل على الدوام كافة المحاولات السياسية والديبلوماسية الاقليمية والدولية للتهدئة ووقف الحروب والنزاعات المسلحة واعادة الاستقرار . الانظمة فاشلة وعاجزة ، والحركات المسلحة الميليشياوية قرارها ليس في متناول يدها ، بل لدى مشغلّيها. الشعوب هي الضحايا ولا من يسأل ويعمل بجدية لوقف معاناتها. الكلفة المادية والمعنوية لامست حدود الابادة والتدمير الشامل والالغاء الكامل لمقومات الحياة الامنة الكريمة. ازاء كل ذلك يبدو ان المنطقة التي يشكّل العرب معظم المنتمين اليها تتجه الى حافة الهاوية التي تستنزف طاقاتها وتعبث في ما تبقى لها من شروط الاستقرار والسلام وفرص التنمية المستدامة ، وتفرض على شعوبها العيش في قلق دائم على يومها وغدها ومستقبل اجيالها ، لا يعلم احد متى ستنتهي واي مصير ينتظرها.
حروب الاستنزاف المتواصلة هذه اوصلتنا اليها مجموعة من العوامل والاطراف ذات التشريعات المتضاربة، تفرض الاشارة إليها وتحديدها ورسم مساراتها وأهدافها على أمل أن يتنبه إليها الجميع لإدراك مخاطرها والتصدي لها وأن تتوجّه قوى السلام والاستقرار والتقدم نحو مستقبل أفضل السبل الكفيلة للخروج من دوامتها القاتلة.
1- ممارسات قادة إسرائيل ومشاريعهم التوراتية العنصرية
إنها الدولة المصطنعة التي فرضها الاستعمار العالمي على منطقة الشرق الأوسط دولة دينية عنصرية النزعة ذات أوهام توسعية بالهيمنة على المنطقة عن طريق إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات الأمر الذي يسمح لها بأن تفرض نفوذها على كل المناطق. ومنذ قيامها وحتى اليوم تشنّ إسرائيل سلسلة حروب إبادة وتشريد وتهجير وتدمير على الشعب الفلسطيني والشعوب المحيطة بها ووصل الأمر برئيس حكومتها الحالي نتنياهو أن يتحدى منظمة الأمم المتحدة وقراراتها وسائر الدول التي تنادي بضرورة إقامة دولة فلسطينية ودون أي اعتبار لأية دولة من دول الشرق الأوسط .
2- ممارسات الإدارة الأمريكية في المنطقة
فرضت الولايات المتحدة نفسها قائدة للعالم بعد الانتصار في الحرب العالمية الثانية. تملك كلمة الفصل في الشؤون العالمية والإقليمية، بل حتى الداخلية للدول في العديد من المناطق في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، المهمة جدا لمصالحها المختلفة. ولعل أبرز ما ميز هذه السياسة هو الانحياز الكامل إلى جانب إسرائيل أياً كان الحزب الحاكم في واشنطن، يمدها بالمال والعتاد والسلاح والرعاية والحماية، يغطي على كل ارتكاباتها ومجازرها اللاإنسانية، ويحميها من كل محاسبة سياسية أو قانونية أو قضائية. هذه السياسة أسقطت عن الإدارة الأمريكية صفة الحكم العادل القادر على فرض الحلول المناسبة لما يطرأ من أزمات وخلافات.
3- الإسلام الأصولي وممارساته
انتشرت الدعوة للإسلام الأصولي والسعي لإحياء الخلافة الإسلامية في العالم الإسلامي عامة وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة واتخذت أشكالاً مختلفة بعضها سلمية تبشيرية وبعضها الآخر تكفيرية مسلحة تكفر كل من لا يشاركها رؤيتها للإسلام وطريقة حكمه مثل القاعدة وداعش وسواها من الحركات فتسببت بنزاعات دامية في العديد من الدول العربية خاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس والصومال وصولا إلى لبنان.
لهذه الأسباب والعوامل تتواصل الأزمات والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط وتستنزف طاقات قدرات دولها وتهدد بما هو أدهى وأخطر، الأمر الذي يفاقم تداعياتها على شعوب المنطقة ويعرقل تقدمها وتطورها خاصة في الدول العربية. وفي مواجهة ذلك ، المطلوب من القادة العرب الكثير من الوعي للأخطار والمزيد من الحزم في المواجهة والسرعة في التحرك في كل الاتجاهات ومع سائر الدول الفاعلة لتصويب البوصلة واقتراح الحلول الكفيلة بوقف النزاعات وإحلال السلام العادل والأمان والإزدهار التي تتطلع إليها كل شعوب المنطقة .
مقالات أخرى للكاتب مواقف لكمال جنبلاط ترسم خريطة طريق لانقاذ حاضر الوطن ومستقبل الكيان عباس خلف
في السادس عشر من شهر آذار سنة 1977، اغتالت يد الغدر المعلم كمال جنبلاط قبل ان يتم الستين من عمره. وترك على هذه الارض الطيبة التي ناضل من اجل مستقبل افضل لمواطنيها، دعوة للبنانيين للثورة على الظلم والوصاية والتبعية والفساد والتحرر من السجن الكبير.
لقد اغتالوا جسد المعلم ، ولكن فكره باق بقاء هذه الارض والتغيير آتٍ لا محالة اذا اراد اللبنانيون لوطنهم ان يستمر ويدوم
كلمة حق عباس خلف
"ان كلمة الحق التالية نشرتها على الفيسبوك بتاريخ 22 نيسان 2014، وقد كتبت بموضوعية وصدق بصرف النظر عن علاقة الصداقة التاريخية بين جان عبيد وبيني. وقد وجدت من المناسب ان اعيد نشرها في "ملح الارض" للتاريخ والذكرى، ولأن الفقيد الغالي حافظ على الالتزام الصارم بالقيم الاخلاقية والانسانية الى آخر يوم من حياته. تحية محبةٍ ووفاء الى روحه الطاهرة."
عن اية دولة مدنية يتحدثون؟ عباس خلف
لبنان اليوم مهدد بكيانه ، وبمعاناة شعبه التي لم يشهد لها مثيلاً في اصعب مراحله التاريخية : انهيار مالي واقتصادي، اختناق اجتماعي، فقر مدقع وبطالة، هجرة تواجه اقفال ابواب السفارات في وجهها، دول شقيقة وصديقة تحولت عن الاهتمام بالقضايا
الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020
ملح الارض - قضايا الفكر يسيئ اليها الاجتزاء ، وتستدعي التجرد وحسن الاطلاع عباس خلف
مناسبة هذا العنوان كلام مجتزأ نسب الى المعلم كمال جنبلاط، وخلق التباساً حول رؤية صاحبه للبنان الحداثة، وصوّره داعية للتقسيم الطائفي وفدرالية الطوائف. وبما اننا في رابطة اصدقاء كمال جنبلاط مؤتمنون وحريصون على ابراز تراث كمال جنبلاط الفكري والسياسي