نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 86

الخميس 30 أيار 2024

ماذا بعد ... ولبنان اي مصير؟

عباس خلف

الانتخابات الرئاسية ... تعطيل وتجميد

الانتخابات البلدية ... تأجيل وتمديد

الخروج من الازمات المعيشية بعيد

والحرب على لبنان تهديد وتصعيد

محاولات توطين النازحين السوريين في لبنان مستمرة بالتأكيد

واللبنانيون مصير شبابهم الهجرة والتشريد

والخطر الوجودي على الكيان لا يحتاج الى تأكيد

ايعقل ان تصل الامور في بلدنا الى مثل هذه المستويات من الانهيار، ومواجهة هذا الكمّ من المخاطر الوجودية ، وتستمر المساءلة والمحاسبة متعذرة ، والحلول غير متوفرة ، والمسؤولون يكتفون بالتنصل من المسؤولية ، وبتبادل الاتهامات والمناكفات الشعبوية اي منطق ايجابي بنّاء؟

اجل.. هذا ما يحصل في لبنان اليوم ، والصورة قاتمة ، ولا بارقة امل تلوح في الافق القريب. الاوضاع تتفاقم والمخاطر تتزايد ، ومعظم المسؤولين عاجزين وفاشلين . ومع ذلك يستمرون في مناصبهم وكأن ما يتعرّض له البلد من مخاطر وجودية ليس من واجبهم التصدي له بحجة ان القرار ليس عندهم . وهكذا بمثّل هذا المنطق اللامنطقي ، اصبح مصير لبنان واللبنانيين في مهبّ الرياح العاتية التي تهب عليه من كل الجهات والمحاور، ولا يدري احد الى اين ستأخذ لبنان واللبنانيين .

ففي ظل استمرار الشغور الرئاسي ، والانحلال الحكومي والشلل الاداري والمؤسساتي والانهيار المالي والاقتصادي والصحي والتربوي والامني ، من الطبيعي توجيه السؤال الى السلطة الوحيدة المتبقية والمنتخبة ، اي النواب: ماذا انتم فاعلون ايها النواب الكرام؟ لماذا هذا التقاعس المفضوح عن القيام بما هو مطلوب منكم في المساءلة والمحاسبة والتشريع ووضع الخطط الانقاذية ، واعادة تشكيل السلطات الرئاسية والتنفيذية ، وتحريك الادارات والمؤسسات الرسمية لتستقيم الامور وتعود الدولة فعالة في كل سلطاتها ومؤسساتها. وتصبح اكثر قدرة على مواجهة مخاطر التوطين والعدوان من اي جهة اتت؟

ان ما انتم عليه من عجز وفشل وخروج على الدستور ، يعود بنا في الذاكرة الى التساؤل مع المعلم كمال جنبلاط الذي قال وتساءل في خمسينات القرن الماضي:

"لو كان لهذا المجلس النيابي اية صفة تمثيلية ، كما هو مفترض، لكانت انبثقت من صميمه حركات المقاومة الوطنية للمشاريع والمخططات المشبوهة السياسية الغريبة عن لبنان ، وليس اقلها شأناً مناهضة الاحلاف والمحاور ، ولكان قام ببعض الاصلاحات المطلوبة ، ولما رضي ان يكون بأكثريته الساحقة اداة صماء يحرّكها القابعون وراء الكواليس الممسكون بالقرار دون تحمل اية مسؤولية عن ذلك لانهم غير مسؤولين رسمياً."

(المرجع: من بيان سياسي لكمال جنبلاط يعود لأواخر عقد الخمسينات من القرن الماضي ، ورد في الصفحة 324 من كتابه "اسس بناء الدولة اللبنانية وتنظيم شؤونها")

الى نواب الامة اليوم نقول : ان الخروج على الدستور وعدم احترام المواعيد ، وما تمارسونه من مناكفات وانقسامات وتعطيل وتقديم المصالح الخاصة الشخصية والحزبية والمذهبية والطائفية والولاءات الى الخارج الاقليمي والدولي ، او لهذا المحور او ذاك ، بدلاً من القيام بما يمليه عليكم الواجب الوطني من احترام للدستور والتلاقي والتشاور والتفاهم على تسويات كانت ، على الدوام في الماضي ، قادرة على الخروج من الازمات واستنباط الحلول الناجعة لكل ما واجهه هذا البلد من ازمات ومخاطر. انتم السلطة الوحيدة التي لا تزال قائمة في البلد ، وهي ، حسب الدستور ، المسؤولة عن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة ومساءلتها ومحاسبتها على ما تقوم به . وانتم المسؤولون عن التشريع واصدار القوانين التي يحتاج اليها البلد لاعادة تكوين الدولة الفاعلة والراعية في لبنان .

اللبنانيون يطالبونكم بذلك والاقدام على العمل قبل فوات الاوان ، بدلاً من انتظار حلول خارجية اقليمية او دولية . فهل ستتحقق الرغبة ويسجّل لكم مأثرة يذكرها التاريخ باعتزاز؟ لا تحرموا الشعب الذي اعطاكم ثقته من بارقة الامل التي كل ما جاءت اسرع كانت انجع وأجدى...


الكاتب

عباس خلف

مقالات أخرى للكاتب

العدد 48

الخميس 01 نيسان 2021

مواقف لكمال جنبلاط ترسم خريطة طريق لانقاذ حاضر الوطن ومستقبل الكيان

عباس خلف


في السادس عشر من شهر آذار سنة 1977، اغتالت يد الغدر المعلم كمال جنبلاط قبل ان يتم الستين من عمره. وترك على هذه الارض الطيبة التي ناضل من اجل مستقبل افضل لمواطنيها، دعوة للبنانيين للثورة على الظلم والوصاية والتبعية والفساد والتحرر من السجن الكبير. لقد اغتالوا جسد المعلم ، ولكن فكره باق بقاء هذه الارض والتغيير آتٍ لا محالة اذا اراد اللبنانيون لوطنهم ان يستمر ويدوم

العدد 47

الثلاثاء 02 آذار 2021

كلمة حق

عباس خلف


"ان كلمة الحق التالية نشرتها على الفيسبوك بتاريخ 22 نيسان 2014، وقد كتبت بموضوعية وصدق بصرف النظر عن علاقة الصداقة التاريخية بين جان عبيد وبيني. وقد وجدت من المناسب ان اعيد نشرها في "ملح الارض" للتاريخ والذكرى، ولأن الفقيد الغالي حافظ على الالتزام الصارم بالقيم الاخلاقية والانسانية الى آخر يوم من حياته. تحية محبةٍ ووفاء الى روحه الطاهرة."

العدد 46

الإثنين 01 شباط 2021

عن اية دولة مدنية يتحدثون؟

عباس خلف


لبنان اليوم مهدد بكيانه ، وبمعاناة شعبه التي لم يشهد لها مثيلاً في اصعب مراحله التاريخية : انهيار مالي واقتصادي، اختناق اجتماعي، فقر مدقع وبطالة، هجرة تواجه اقفال ابواب السفارات في وجهها، دول شقيقة وصديقة تحولت عن الاهتمام بالقضايا

العدد 43

الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020

ملح الارض - قضايا الفكر يسيئ اليها الاجتزاء ، وتستدعي التجرد وحسن الاطلاع

عباس خلف


مناسبة هذا العنوان كلام مجتزأ نسب الى المعلم كمال جنبلاط، وخلق التباساً حول رؤية صاحبه للبنان الحداثة، وصوّره داعية للتقسيم الطائفي وفدرالية الطوائف. وبما اننا في رابطة اصدقاء كمال جنبلاط مؤتمنون وحريصون على ابراز تراث كمال جنبلاط الفكري والسياسي


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك