نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 77

الخميس 07 أيلول 2023

كلمة الاستاذ رشيد درباس

كلمة الاستاذ رشيد درباس

فرح

قامة وطنية وعروبية بإمتياز . ينتمي الى زمن كان للنضال فيه قدسيّته ، وللكلمة وقعها وللوطنية مقامها وللعروبة مجدها. هو السياسي الرشيد ، والمحامي العادل الحكيم الذي يرن اسمه في اروقة العدل كالذهب العتيق. هو الشاعر البليغ ، والاديب الملتزم بالقضايا الوطنية والإنسانية العامة. شغل منصب وزير الشؤون الاجتماعية ونقيب محامي الشمال ، فكان الرجل المناسب في المكان المناسب.

إنه الاستاذ رشيد درباس الذي امتاز بصفاته الانسانية النبيلة ، ومواقفه السياسية الجسورة.

واليوم سيعيدنا مع صديقه عباس خلف الى الايام الخوالي ، الى زمن السياسة الجميل ، زمن النضال الشريف من اجل الحريات والعدالة الاجتماعية والمواطنة غير المنقوصة.

ختاما لكم منا أيها الحضور الكريم جزيل الشكر لمشاركتنا هذا اللقاء الجامع ، الغني بتنوعه الذي لم شمل الوطن خارج القيد الطائفي .

كما نشكر كل من شارك في تنظيم هذا اللقاء ونكرر شكرنا لجامعة البلمند على استضافة هذا اللقاء .

هو عباس بن ميشال، الاشتراكي ابن الاشتراكي، الخلف الصالح والأمين الذي تفتح وعيه السياسي على رجل خارج من صميم التقاليد العريقة الجذور، كتبت له الحياةُ أن يتبوأ زعامته بعد ردح من الجريمة، فإذا هو المؤسس لتقاليد حديثة، البريءُ من لغة الثأر، الناطقُ بالتقدم والاشتراكية، المؤلِّفُ حزباً تمدَّدَ في المناطق والطوائف، المعولُ والقلمُ المتشابكان شعارٌ له، وفكرُه مذَخّرٌ برعيل المؤسسين المتمثل بموسوعية الشيخ عبدالله العلايلي ومفاهيمه المنيرة والمستنيرة، ورصانة ودماثة المشرع العظيم فؤاد رزق، وبشجاعة وإقدام فريد جبران، وبهوية الدكتور جورج حنا نصيرِ السلم، الكاره للاستبداد، المؤاسي للمرضى، والعَلَم في عالم الحرية، وبشفافية ألبير أديب، الشاعر والأديب والناشر ورائد الحداثة. من هذه الأسماء، تكونت كتلةُ ضوء تدل على لبنان كما كان يجب أن يكون، وانبثق حزب رئيسه وارث شرعي، لكنه أقام لنفسه شرعية جديدة دخلت قلوب اللبنانيين الوطنيين الذين خرجوا من التعصب الطائفي وانخرطوا بالعضوية أو بالتأييد مع ذلك المعلم الفريد النسيج، ورفقته الأوائل الذين ذكرت، في مشروع سياسي كان الفكرُ لحمتَه وسَداه.

كأنما اجتمعوا كالجداول من هنا وهناك إلى نهر واحد. أو كأنما جرى اختيارهم بعناية من تنوع الأزهار والأريج في البساتين النقية، فالتف حولهم بنو معروف معتزين بأنهم التقوا على أفكار لا على مذهبية، وانتشر الحزب في لبنان كله، من وادي خالد إلى طرابلس والبترون وبكفيا، وعشش هناك في الجنوب مع مزارعي التبغ من كادحي جبل عامل وسيادهم ومشايخهم، فكان المحازبون من كلِّ لبنان، إذا سمعوا النداء تجمعوا في بتخنيه، وإذا دعت فلسطين كانوا لها السند والعضد، وفي الاستحقاقات الانتخابية كانت أصواتهم تصب لمصلحة كمال جنبلاط الوطني العربي الشجاع صديق جمال عبد الناصر والذي تضم كتلته تنوعاً عريقاً.

تنشق عباس ذلك النسيم البسّام، وتذوق ثمار تلك الثقافة الراقية، وآمن بفكر كمال جتبلاط بالعقيدة والممارسة، وراح يزرع الملح في أرض افتتاحية الأنباء على مدى عقود، فكان ينمو ملحُه أشجارًا ثابتةَ الجذوع خضراءَ أوراقِ الغصون. لكن انتماءه وحماسته لم يحولا دون تحصيله العلمي، فلقد كان على درجة من الكفاءة العالية أهلته فيما بعد لأن يتبوأ رئاسة أهم شركة للتأمين في الشرق الأوسط، ومن أهمها في العالم، فابتكر البرامج ويسر أمور الناس بجدارة واستقامة، حتى استحق رئاسة (الأميركان لايف -ALICO) في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا، فأحرز احتراماً وطيداً لدى أصحابها وكبار مسؤوليها الذين كانوا يعرفون حق المعرفة توجهه المناوىء لسياسة الولايات المتحدة، ومناصرته للقضية الفلسطنية، في الجهر والعلانية، لكن الأداء المحترم للرجل المحترم، فرض نفسه على كل من تعامل معه.

في مرحلة مِفصلية من تاريخ لبنان، دخل الصديق عباس إلى وزارة المرحوم رشيد الصلح، وتولى حقيبة الاقتصاد، فكان بحق من أوائل الوزراء الميدانيين الذين عافوا المقعد الوثير، وقفزوا فوق البيروقراطية، ونَزَلوا إلى حاجات الشعب وحقوقه على الطرقات وفي البيوت. فمن ينسى أنه كان على رأس مداهمات مستودعات المحتكرين، وفي طليعة الكمائن المنصوبة للمهربين، دافعُه في هذا ضربُ المثل بصحيح العمل، لا السعي وراء شعبية زائفة، وتصفيقٍ سرعان ما يبتلعه الصدى. فإذا سألني سائل، بعد مرور حقبة طويلة على انتهاء مهمة عباس الوزارية، عن سر تفانيه وحماسته، لأجبت بدون تردد، إنه كان يقتفي خطى كمال جنبلاط الذي آمن به إنساناً وقائداً ومفكراً، ومناضلاً حتى الشهادة. لذلك، وعلى حد تعبير الدكتورة عايدة خداج أبي فراج، في مطالعتها الراقية، كان دور عباس خلف كرفيق وصديق للمعلم، وكرئيس لرابطة أصدقاء كمال جنبلاط، أن يجمع أغمار السنابل التي أحيتها حبة الحنطة.

يا أصدقاء عباس،

أيها الاعزاء،

كرمني المحتفى به مرتين: الأولى عندما منحني شرف الانتساب لرابطة أصدقاء كمال جنبلاط، والثانية عندما أولاني امتياز الوقوف أمامكم، في هذا الصرح العلمي الممتد من شمال لبنان حيث ترابط جامعة البلمند التي أسسها مثلث الرحمات البطريرك أغناطيوس هزيم، والذي قلت له عندما زرته بمعية المفتي الدكتور مالك الشعار، إذ أشرت إلى جامعة البلمند: يا سيدنا... أي طريق أقصر إلى الجنة من هذه؟ ولا تفوتني أيضًا تحية غسان تويني، الدكتور إيلي سالم، ولا تحية الصديق العزيز الرئيس الدكتور الياس وراق، ولكن الشكر واجب على وجه خاص للمحتفى به الذي له دور معلوم جدًّا في إقامة هذا الامتداد الجامعي.

أعزائي..

أن نحتفي بالخلف الصادق والأمين، الاشتراكي ابن الاشتراكي، في ضيافة مؤسسة أرثوذكسية عريقة، وفي ظل فكر كمال جنبلاط، فهذا دَلالة جازمة على أن لبنان الكبير ليس ملعباً لنزق الأقلام الملونة التي تشوه تكامله بالترويج لكانتونات ثقافية جغرافية كما يزعمُون.

نحن نلتقي اليوم في سوق الغرب، مصيف العرب ومنزه النخب، التي سعدنا بها وقد نضت عنها لقبي المحور وخط الدفاع الأول، مستعيدة رونقها وأناقتها، واهبة من أرضها مساحة جامعية، كلؤلؤة من لآلي عاليه التي استطاعت أن تمتطي ضهر الوحش وتروضه بعد طول حران، وتجعل من الثمانيات الثلاث تلالاً للاستشراف لا مرابض تقاصف، ومن كوع الكحالة مَفْرَقاً لاكتمال تكحيل العيون بالطبيعة الخلابة الكامنة وراء كل منعطف وسحبةِ طريق، في ظلال شجرة المصالحة الشجاعة التي غرسها وليد بك مع غبطة البطريرك الراحل نصرالله بطرس صفير.

أيها الأصدقاء...

إنني أعتز باشتراكي في هذه المناسبة المفعمة بالوفاء، وبرمزية المحتفى به الذي ناضل بعمله وفكره معظم عمره، فامتدت كرامته لتطاول قامته، وما زال رُمحًا صلَّبته التسعون، وشحذت سنانه بالخبرة والتجارب.

في سوق الغرب، تعلنون أيها الأصدقاء، أن لا سوق لحرب جبل، أو لحرب أهلية بعد الآن، فلقد علمتنا المآسي أن لبنان بلد عربي مستقل ووطن نهائي لأبنائه كلهم.

أحييكم، وأحيي غائبين كانوا من ألصق الناس بكمال جنبلاط، هم الشهيد جورج حاوي وجان عبيد ومحسن ابراهيم وفؤاد شبقلو وربما نسمعهم أربعتهم يهمسون لنا في هذا اللقاء، محذرين من ضياع البوصلة والانجراف إلى الجهالة الجهلاء والضلالة العمياء والمشروعات الخرافية والعدمية التي توفي إلى الهلاك.


الكاتب

فرح

مقالات أخرى للكاتب

العدد 46

الإثنين 01 شباط 2021

اصدار العدد 46 من فرح في موعده نهاية شهر كانون الثاني 2021

فرح


اصدار العدد 46 من فرح في موعده نهاية شهر كانون الثاني 2021

العدد 46

الإثنين 01 شباط 2021

الصورة النادرة لكمال جنبلاط يضحك: انا اقطاعي ولو باشتراكيتي... (من أرشيف جوزف أبي ضاهر)

فرح


«العودة إلى الماضي ومحاكمة رجالاته وصلبهم لا تكفي. المستقبل ينتظر منّا جميعًا أن نصنعه، من دون دفع سمسرات ودماء».

العدد 43

الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020

اخبار الرابطة: توزيع بيان الرابطة عن: اتفاقات التطبيع مع اسرائيل

فرح


في خطاب له في ذكرى نكبة 15 ايار 1947، القاه في 15 ايار 1976 في مهرجان التضامن مع الشعب الفلسطيني ، اعلن كمال جنبلاط:

العدد 43

الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020

اخبار الرابطة: مواصلة حملة التوعية من وباء كورونا بمعدل ثلاث مرات في الاسبوع ، وهذا نموذج:

فرح


مواصلة حملة التوعية من وباء كورونا بمعدل ثلاث مرات في الاسبوع ، وهذا نموذج


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك