نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 71

الثلاثاء 28 شباط 2023

سيناريو يوم القيامة في بلد ينهار

من الصحافة اخترنا لكم

رفيق خوري

جريدة نداء الوطن في 22/02/2023
    
لا عدو للبنان يمكن ويستطيع أن يؤذيه كما فعلت ولا تزال المافيا السياسية والمالية والميليشيوية الحاكمة والمتحكمة. ولا حاجة الى تخطيط أميركي وغير أميركي لإحداث فوضى في لبنان، لأننا نعيش فوضى مشغولة باليد المحلية. وإذا لم تكن الإنهيارات السياسية والمالية والإقتصادية والإجتماعية هي البنية التحتية للفوضى، فكيف تكون الفوضى؟ وإذا كانت المسؤولية المباشرة عن صنع الإنهيارات تقع على الحاكمين والنافذين، فإن الجانب الآخر من المسؤولية يتحمله المتفرجون عليها داخلياً وخارجياً، والحالمون بثورة من دون نظرية ثورية ومنظمة ثورية، والمودعون الذين يقبلون الإذلال أمام المصارف بصمت، والمستسلمون لغطرسة القوة المسلحة، والناخبون الذين يعيدون إنتخاب الفاسدين واللصوص ومرتكبي الجرائم الكبيرة الممنوعة محاسبتهم.

ذلك أنه لا أولوية تتقدم على العمل للخروج من هاوية الأزمات العميقة، والبدء بإنتخاب رئيس يقود سياسة الخروج، لا رئيس لتعميق الهاوية. لكن محور التعطيل يصر على تعقيد المهمة الصعبة بحيث تصبح مهمة مستحيلة. وما يساعده ليس فقط عجز قوى التسهيل عن توحيد المواقف بل أيضاً واقع الخلل في الموازين الداخلية والخارجية. ففي الداخل موازين قوى مختلة: قوة فائضة شيعية، تشرذم وشبه غياب الوزن السني، إنقسام مسيحي حاد، وقلق درزي كبير. وعلى المستوى العربي والإقليمي والدولي خلل في موازين المصالح والحسابات، لا في القوى، حيال الوضع اللبناني. ومن هنا تعاظم التحدي أمام الخائفين على لبنان من إكتمال الإنهيار. ومن هنا أيضاً تفاهة التحايل على الشغور الرئاسي، بدل ملئه، والإصرار على إجراءات ترقيعية لتبدو كأنها البديل من الإمساك المباشر بالمشكلة.

ولا جدوى من التركيز على حكومة تصريف الأعمال. فهي قليلة الحيلة والصلاحيات، كثيرة المصالح، متعددة المرجعيات، ومحكومة بقوة النافذين. ولا فائدة من المواعظ التي تدعو المجلس النيابي الى أن يكون مجلس نواب الشعب، لا إقطاعاً لرئيسه. فالكل يتطلع الى ما يدور خارج الحكومة والبرلمان من جانب القوة الممسكة بهما والمعطلة لملء الشغور الرئاسي إلا بمن تريده وتدرك أنها لم تعد تستطيع فرضه كما فعلت في السابق، ثم تعلن أنه "لو اجتمعت كل دول العالم لما تمكنت من تغيير موقفها".

وما يتصدر الأسئلة والتحليلات والتوقعات هو هدف السيد حسن نصرالله من إختيار هذا الوقت الحرج والصعب للتهديد بقلب الطاولة على الداخل والخارج. فليس أمراً قليل الدلالات أخذ بلد ينهار الى معارك أكبر منه بكثير: مواجهة مع أميركا، إحداث فوضى في المنطقة رداً على الفوضى في لبنان، التلويح لـ"جماعة أميركا" أي المعارضين بـ"خسارة كل شيء"، وحرب مع إسرائيل من دون إعتبار لإتفاق ترسيم الحدود البحرية معها. ولا أحد يجهل الى ماذا يقودنا ذلك، ومن الجهة المستفيدة من التلويح بسيناريو يوم القيامة.

و"ما أكثر العبر وأقل الإعتبار"، كما قال الإمام علي.



الكاتب

رفيق خوري

مقالات أخرى للكاتب

العدد 62

الخميس 02 حزيران 2022

فرصة مفتوحة للتغيير المرحلي

رفيق خوري


لبنان الذي تليق به الحياة يستحق فرصة. لا مجرد فرصة للتعافي المالي والإقتصادي بل أيضاً فرصة للتعافي الوطني والسياسي. الناخبون أعطوا القوى السيادية وقوى التغيير فرصة للعمل من أجل الإنقاذ عبر تغيير الأكثرية في المجلس النيابي. وهي قوى متعددة، وإن تقاربت في الأهداف، وتضم أهل الخبرة وأهل الإندفاع وتبدو غير متماسكة ولا ممسوكة، مقابل قوى من أهل الدهاء وأهل الثقة تبدو ممسوكة لا متماسكة. التحدي أمام الأكثرية الجديدة ليس فقط أن تبتكر صيغة لنوع من وحدة الصف بل أيضاً أن تتعمق في قراءة الواقع المطلوب تغييره ل

العدد 59

السبت 26 شباط 2022

مشروعان للتغيير الشامل

رفيق خوري


المسؤولون مشغولون بمعارك سلطوية شعبوية صغيرة في أزمة بنيوية عميقة. أزمة أخطر من وجوهها الوطنية والسياسية والمالية والإقتصادية والإجتماعية. والكل يعرف أن الإنهيار وصل الى حد لم يعد ممكناً وقفه والخروج منه بالتسويات الموقتة والصفقات المألوفة وبقية الوسائل التقليدية منذ الإستقلال حتى اليوم. فليس أمامنا سوى تغيير اللعبة حتى على أيدي اللاعبين المخضرمين والجدد المحاصرين بأزمة وجود مصيرية تجبرهم على التسليم بإستحالة الإستمرار في الستاتيكو الجهنمي الحالي. واللعبة الجديدة تبدو محور صراع بين مشروعين، بصرف

العدد 56

الخميس 02 كانون الأول 2021

تحدي الاستقلال الثالث

رفيق خوري


محنة لبنان داخلية قبل أن تكون خارجية. وقدر اللبنانيين أن يعانوا إغراء الجغرافيا لقوى عدة، ويحمّلهم التاريخ مشقة العمل لأكثر من إستقلال. شيء مما سماها مالك بن نبي "القابلية للإستعمار"، وشيء من الضيق بكل إحتلال أو وصاية. شيء من تضييع الإستقلال بسياسات زعماء يتصرفون كأنهم محور الكون، وشيء من الفشل في بناء دولة تستحق الإستقلال ومن النجاح في صنع الأزمات الخانقة للناس. ولا شيء يكتمل. لا الإستقلال، ولا الإحتلال.

العدد 43

الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020

من الصحافة اخترنا لكم: عصر المليشيات والمرتزقة: حروب وصراعات بلا نهاية

رفيق خوري


الحروب بالوكالة ليست ظاهرة جديدة. لكن "الازدهار" الذي شهدته في أفريقيا وآسيا أيام الحرب الباردة وصراع الجبارين الأميركي والسوفياتي، حيث استحالة الصدام المباشر، أقل من "الازدهار" حالياً.


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك