نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 69

الخميس 29 كانون الأول 2022

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

ملف خاص بمناسبة ذكرى ولادة المعلم كمال جنبلاط

غادة جنبلاط

يعيش اللبنانيون اليوم في ليلة ظلماء، تتمثل بمأساة طال امدها فتحولت الى كارثة كبرى من ابرز معالمها: شغور رئاسي ، وعجز حكومي وفشل نيابي ، وازمات خانقة سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية ومعيشية، يتجرّع اللبنانيون كأسها المرّة كل يوم ، فيما آفاق الخروج من المأساة تستمر موصدة لتعذر التلاقي بين ارباب السياسة والتوافق على حلول تنقذ المواطنين من المعاناة والوطن من الانحلال والزوال.

ونحن اليوم ، في رابطة اصدقاء كمال جنبلاط ، وفي هذا الشهر بالذات الذي شهد ولادة المعلم، نتطلع اليه رغم هذه الظلمة ، ونتذكر مواقفه ونضاله ومساره. ونرى فيه قبساً من نور وشعلة امل لا تنظفئ، كلما ابعدته الايام عنا ازدادت حاجتنا له. نسأله النصح لينير لنا وللبنانيين ، وعلى رأسهم ارباب السياسة طرق الانقاذ والخلاص لما نعانيه فيقول : "البدار البدار ، والسرعة كل السرعة الى معالجة كل القضايا في جذورها واعماقها، والتلاقي والتحاور الصادق والتوافق على العمل من اجل:

1- طرد روح الطائفية والمذهبية بين النفوس، هذه الروح الشريرة التي تتسبب بظهور المغالاة والتطرف التي تباعد بين اللبنانيين .

2- تطهير اجهزة الادارة من اوضاع وروحية الفساد والرشوة واستغلال النفوذ والزبائنية.

3- انتهاج سياسة "الجسر الوطني" الرابط والصاهر لمختلف نشاطات الشعب اللبناني في ما يتعدى نزعاتهم وطوائفهم وتحزباتهم المذهبية والسياسية .

4- الاسراع في اتخاذ ما يلزم من قرارات لانقاذ لبنان من الانهيار والزوال قبل فوات الاوان."

(المرجع: مقال له في جريدة الانباء بتاريخ 11/3/1959)

فهل من يسمع ويستوعب فيتخلى عن انانيته ومصالحه الشخصية والفئوية والحزبية، ويعمل بنزاهة وتجرد لانقاذ المواطنين والوطن ، سنستمر نأمل ، فعسى ينبلج نور الخلاص للخروج من النفق المظلم الى نور الحياة ؟


الكاتب

غادة جنبلاط


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك