نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 69

الخميس 29 كانون الأول 2022

بيان رابطة اصدقاء كمال جنبلاط بهذه المناسبة

ملف خاص بمناسبة ذكرى ولادة المعلم كمال جنبلاط

رابطة اصدقاء كمال جنبلاط

"ان اللبناني الذي يعي تاريخه وتراثه وحاضره ومصيره، وان المواطن المخلص الذي تعمر في نفسه روح الوطنية والكرامة والشهامة، لابد ان يكون له ثلاثة اشكال من الولاء، اذا كان فعلا صادقاً مع قضيته ومع شعوره وعقله ووطنه.

1- الولاء لوطنه الاصيل لبنان

2- الولاء لوطنه العربي الاكبر

3- الولاء للوطن الانساني العالمي الاوسع

وفي تشابك وتمازج وانصهار هذه الالوان الثلاثة من الولاء، يقوم ويبرز ويتركز، متفائلاً وقادراً وثابتاّ كرسوخ الجبال ، هذا الشعور بالتعلق بأرض لبنان وشعبه وتقاليده وبضرورة الاسهام بتطويره نحو مفهوم الوطن الحقيقي المتحرر من قيود الطائفية السياسية والاقطاع السياسي الديني وانعزالية الانانية ، ومن الجهل والحرمان .

وهذا المفهوم الوطني اللبناني ، هو التعبير الصادق لألف سنة من تاريخ نضال اللبنانيين المعاصر ، يوم قامت بينهم اول امارة عربية لبنانية مستقلة في العصور الحديثة ، ثم توالت هذه الامارات على يد المعنيين والشهابيين واللمعيين في وجه موجات الاستعمار الصليبي والعثماني على السواء ، وفي مواجهة الفتح والاحتلال الفرنسي فيما بعد... فالعربية واللبنانية لا تنفصلان اصلاً احداهما عن الاخرى في تراث لبنان ونضاله وتقاليده وتاريخه وحاضره ومصيره ، كما لا ينفصل هذا الشعور الدائم المتزايد بأننا جزء لا يتجزأ من الشرق، ومن العالم في تقدمه نحو الحرية والازدهار وتشابك الحضارات وخدمة الانسان.

وبدون اعتماد هذا المفهوم الوطني اللبناني لا يمكن توحيد اللبنانيين فيما يتعدى معتقداتهم واحزابهم وتصويب نضالهم وبعث روح التضامن والاعتماد على النفس في صفوفهم ، ولا يمكن بالتالي جعل هذا الشعب قادراً ان يكوّن وطنا ودولة .

اما فكرة الوطن القومي الطائفي التي توحي بانتقادنا احيانا فيما نقوله ونسعى اليه ، فلم يتعرف اليها اللبنانيون الا في عهد الانتداب وبفضل تركيز جهد الفرنسيين على تقوية عناصر الانقسام والتناقض وسيطرة الرجعية والعصبيات ونفوذ المال ، ولم يتعرف اليها لبنان في حقبة من حقبات تاريخه الطويل . فهي بضاعة فكرية اجنبية مستوردة ، يجب ان نكشف عنها وان نحاربها الى ان تضمحل وتزول في مفهوم علماني تقدمي للدولة وللكيان الاجتماعي اللبناني ، يتصل بالاختبارات السياسية التاريخية الحية .

وبعد، ليس لأحد، لا يفكر تفكيرنا ، اي تفكير الكثرة الساحقة من اللبنانيين ، ان يناقش في هذه الامور جزافاً وهو ممن لا يسهم بأي اسهام عبر التاريخ ، لا بتضحياته ولا بدمائه ولا بنضاله ولا بفكره ، كما اسهم غيره من القادة والفئات اللبنانية المتشابكة المتراصة الطوائف في تكوين الفكرة والكيان اللبناني المعاصر.

ومن ليس في دمه او في عقله او شعوره ، قطرة من دم التنوخيين والمعنيين والشهابيين ومن عزمهم وانطلاقهم، فالافضل الا يتعرض للقضايا الوطنية اللبنانية وتطورها في المرحلة الخطيرة الحالية .

  نحن ثورة على دنيا ودنيا في ثورة

اطلب منك ايها اللبناني وايتها اللبنانية ، ان تقرأ هذا البيان مرتين ، وان تكتنهه اكتناهاً وان تغمض عينيك وتوقف تفكيرك وتصمّ خيالك هنيهة من الزمن ، وان ترهف سمعك لصوت الحق يصعد من اعماقك ، فتشعر كأنك فيه وكأنه فيك ... وان تؤمن ايماني بحق لبنان في الحياة وايماني بقوة الروح ، اريد منك ان تشعر مثلي عندما تمر امام المصفحات وامام الجنود شاكيا (...)، المدججين بالاسلحة ، ان تشعر بأن فيك قوة تتغلب على هؤلاء، وانهم في النهاية مقتنعون بما تقول لان فيك الحق الغلاب.

نضالنا نضال العلم ضد الجهل ، نضال المعرفة ضد السطحية ، والتضحية الكبرى ضد الانانية الشخصية . نضالنا اليوم هو في سبيل ان يبقى لبنان متمدناً. نضالنا نضال المدنية ضد الهمجية ، التي تمثل نضالنا في سبيل العامل والفلاح والصغير. نضالنا للحرية ضد الاساليب الارهابية التي تتعامل بها الحكومة اليوم لكبت الاصوات وضد الارهاب الاجتماعي . نضالنا نضال العقل ضد المكيافيلية. نضالنا في سبيل تثبيت شرعية الحكم وشرعية العمل الحكومي اللبناني ، تلك الشرعية التي تتمثل في القوانين العامة وفي الدستور وفي روح العدل والتي عزمت عليها دائما المؤسسات العامة في لبنان.

فكم اسخر من القدر عندما تؤول بعض اعمالنا وتصريحاتنا بالنسبة الى الاشخاص لا بالنسبة الى العقائد التي تمثلها... فنحن في صراعنا الاكبر وفي محاولتنا الكبرى قد تعدينا جميع هؤلاء المتربعين في السراي او في قصر النجمة ، الى ما هو اعلى منهم بكثير، فهي ارفع من ان تتدنس بفكرة وبعاطفة بشرية صغيرة .

كما اريد ان لا يتصور احد اننا نسعى لاصلاح صغير كالذي تعوّدته بعض المماليك في ظل الدساتير البرلمانية البالية .

فالاصلاح الذي ننشده هو اصلاح شامل لجميع مؤسسات الدولة ولجميع نواحي الحياة العامة وهو اصلاح للفرد وللعائلة وللنسل وللمجتمع.

هو نظرة فلسفية جديدة للحياة وفي تكوين المفاهيم ولصيرورة الحياة في الفرد والمؤسسات.

نحن ثورة على دنيا ودنيا في ثورة .

يا اخي اللبناني اصغ اليّ في اعماقك وفي طيّات ضميرك."

(كمال جنبلاط – ورد في الصفحة 90 من كتابه "نظرة عامة في الشؤون اللبنانية والذهنية السياسية")


الكاتب

رابطة اصدقاء كمال جنبلاط

مقالات أخرى للكاتب

العدد 68

الخميس 01 كانون الأول 2022

في ذكرى رحيل الدكتور عفيف ابو فراج الثامنة عشرة: رابطة اصدقاء كمال جنبلاط تتذكر عطاءاته، وتشارك زوجته الصديقة د. عايدة خداج ابو فراج وتنشر لها هذه الدراسة عنه

رابطة اصدقاء كمال جنبلاط


في ذكرى رحيل الدكتور عفيف ابي فراج الثامنة عشرة رابطة اصدقاء كمال جنبلاط تثمّن عالياً مساهمته الرصينة في الاضاءة على فكر كمال جنبلاط من خلال ما كتبه عنه:

العدد 68

الخميس 01 كانون الأول 2022

بمناسبة ذكرى ولادته في 06 كانون الاول 1917 رابطة اصدقاء كمال جنبلاط تتذكر نداء اطلقه كمال جنبلاط سنة 1975 يحاكي الحاضر ويشكل خارطة طريق لانقاذ الوطن واعادة بناء الدولة بمؤسساتها واداراتها وسلطاتها

رابطة اصدقاء كمال جنبلاط


"ان اللبناني الذي يعي تاريخه وتراثه وحاضره ومصيره، وان المواطن المخلص الذي تعمر في نفسه روح الوطنية والكرامة والشهامة، لابد ان يكون له ثلاثة اشكال من الولاء، اذا كان فعلا صادقاً مع قضيته ومع شعوره وعقله ووطنه.


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك