نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 65

الثلاثاء 30 آب 2022

الغيوم تتلبد في سماء لبنان... والصراع المذهبي المتصاعد يعطّل الحوار

ملح الارض

عباس خلف

"ان الازمة التي نعانيها هي في آن واحد، ازمة حكم وازمة سلطة ، وازمة قيادات سياسية ، جعلت من لبنان ساحة للمهاترات في كل المجالات. هذه الازمة لا يمكن ان تعالج الا اذا حاولنا اصلاح الاخطاء التي ارتكبت والتي ادت الى وقوعنا في المأزق الذي نحن فيه. وهذه الازمة لا تحلّ الا على اساس وطني لا طائفي، وبنهج حازم وتدرجي في آن. وخلاص لبنان لا يكون باستخدام العنف ايا كانت مبرراته."

(كمال جنبلاط من مقال له نشر في جريدة الانباء في 20/01/1962)

نحن ندرك مع سائر اللبنانيين فداحة الاوضاع وخطورتها على حاضر اللبنانيين ومستقبلهم ، وعلى كيان لبنان ووجوده كدولة . فما من احد يجرؤ على انكار ذلك. وما من احد، مهما علا منصبه ، يعلم الى اين تتجه الامور ، فالجميع في لبنان في عهدة الرياح العاتية ، والامواج التي تتقاذفنا الى حيث تشاء، وسط فشل عام وعجز شامل عن اتخاذ ما يلزم من تدابير لتصويب البوصلة ، وانقاذ لبنان واللبنانيين. فالسلطة التشريعية لا زالت سجينة التخبط والشرذمة ، والسلطة الحكومية التنفيذية معطلة رغم تسمية النواب لرئيس مكلف بتشكيل حكومة جديدة من مهامها مباشرة اتخاذ الخطوات الكفيلة بإخراج البلد من ازماته. والسلطات الادارية التي يتآكلها الفساد وعدم الانتاجية تعاني من فوضى الاضراب والاقفال وتعطيل كل المسارات اليومية للمواطنين. والسلطة القضائية رهينة عند السياسيين والحكام المتخاصمين . يضاف الى ذلك الانهيارات المالية المتفاقمة ، والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

وفي الوقت ذاته ، يشعر كل لبناني ولبنانية ان هذا الوضع لا يمكنه ان يستمر ، مهما واجه هذا الشعب من اشاعات محبطة ومثيرة في آن . ومن قيود وضغوط وفبركة ملفات ، وعنتريات، فالناس استوعبوا الحقائق والهوة تزداد بين الشعب الذي يريد الامن والسلام والعيش الكريم ، وبين القيادات وارباب السلطة الذين لا همّ لهم سوى الاستمرار في الحكم ، لتحقيق المكاسب الشخصية والحزبية والمذهبية والفئوية ، وكل ذلك على حساب الوطن والمواطن.

وسط هذه الاجواء المحبطة في الداخل ، والتطورات المتسارعة في المنطقة ، والتي تعلو فيها الاتهامات ، وتتظهر الاصطفافات وترتفع وتيرة التهديدات ، وتتلبد الغيوم مؤشرة لحروب باردة اقليمية ، قد تتحول الى حروب حامية مدمرة ، تغرق منطقة الشرق الاوسط وتقضي على كل ما تحقق في بلدانها من عمران وازدهار وتقدم. ومن سوء حظ لبنان انه لأسباب شتى قد يكون في مهب رياح هذه الحروب.

وسط هذه المخاطر المحدقة ، وعلى ضوء كل ما اشرنا اليه من معاناة تواجه اللبنانيين ، يطرح السؤال نفسه : هل لا زالت التسوية ممكنة في لبنان ؟

المعلم كمال جنبلاط يصف لبنان على انه بلد العقلانية التي مهما تعقدت الامور ، تستطيع ان تجد للحل سبيلاً! وهو يرى الحل وطنياً، وليس طائفياً. فالنزعة الطائفية تباعد ، والوطنية تقرّب وتبني. العودة الى الدستور والتقيد بنصوصه وخاصة المقدمة، هي المؤشر السليم لنهج سياسة التهدئة واللقاء والحوار سبيلاً للخلاص والانقاذ. الطريق الى تحقيق ذلك ليست سهلة ، بل مزروعة بمطبات ومكائد، لكنها الوحيدة التي تتيح لنا الخروج من المآزق والمخاطر التي تحيق بنا.

محاولة اخيرة للانقاذ ترتسم في الافق وتتمثل في قدرة القيادات السياسة على التعالي عن كل ما يفرّق بين اطيافها ، والتلاقي على اختيار الشخص الانسب لتولي رئاسة الجمهورية ، فمفتاح الحلول في ايديهم ، والمواطنون يترقّبون ، ولا زالوا يأملون، والغد لناظره قريب وخيار الحياة اهم من خيار الموت ايا كان الدافع له.


الكاتب

عباس خلف

مقالات أخرى للكاتب

العدد 48

الخميس 01 نيسان 2021

مواقف لكمال جنبلاط ترسم خريطة طريق لانقاذ حاضر الوطن ومستقبل الكيان

عباس خلف


في السادس عشر من شهر آذار سنة 1977، اغتالت يد الغدر المعلم كمال جنبلاط قبل ان يتم الستين من عمره. وترك على هذه الارض الطيبة التي ناضل من اجل مستقبل افضل لمواطنيها، دعوة للبنانيين للثورة على الظلم والوصاية والتبعية والفساد والتحرر من السجن الكبير. لقد اغتالوا جسد المعلم ، ولكن فكره باق بقاء هذه الارض والتغيير آتٍ لا محالة اذا اراد اللبنانيون لوطنهم ان يستمر ويدوم

العدد 47

الثلاثاء 02 آذار 2021

كلمة حق

عباس خلف


"ان كلمة الحق التالية نشرتها على الفيسبوك بتاريخ 22 نيسان 2014، وقد كتبت بموضوعية وصدق بصرف النظر عن علاقة الصداقة التاريخية بين جان عبيد وبيني. وقد وجدت من المناسب ان اعيد نشرها في "ملح الارض" للتاريخ والذكرى، ولأن الفقيد الغالي حافظ على الالتزام الصارم بالقيم الاخلاقية والانسانية الى آخر يوم من حياته. تحية محبةٍ ووفاء الى روحه الطاهرة."

العدد 46

الإثنين 01 شباط 2021

عن اية دولة مدنية يتحدثون؟

عباس خلف


لبنان اليوم مهدد بكيانه ، وبمعاناة شعبه التي لم يشهد لها مثيلاً في اصعب مراحله التاريخية : انهيار مالي واقتصادي، اختناق اجتماعي، فقر مدقع وبطالة، هجرة تواجه اقفال ابواب السفارات في وجهها، دول شقيقة وصديقة تحولت عن الاهتمام بالقضايا

العدد 43

الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020

ملح الارض - قضايا الفكر يسيئ اليها الاجتزاء ، وتستدعي التجرد وحسن الاطلاع

عباس خلف


مناسبة هذا العنوان كلام مجتزأ نسب الى المعلم كمال جنبلاط، وخلق التباساً حول رؤية صاحبه للبنان الحداثة، وصوّره داعية للتقسيم الطائفي وفدرالية الطوائف. وبما اننا في رابطة اصدقاء كمال جنبلاط مؤتمنون وحريصون على ابراز تراث كمال جنبلاط الفكري والسياسي


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك