نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 64

الإثنين 01 آب 2022

الأزمة اللبنانية والتوقعات

مقال اقتصادي

لويس حبيقة

لم يتوقع أحد الانحدار الخطير والكبير في لبنان خلال وقت قصير. كان هنالك الكثير من الخلل في الاداء وفي السياسات المالية والنقدية، لكن سقوط من هذا النوع كان مفاجئا ليس فقط للداخل وانما أيضا للمؤسسات الدولية التي تزور لبنان ومنها ممثلة في بيروت. مجموعة أمور حدثت في نفس الوقت ساهمت في تعجيل وتعميق السقوط منها الكورونا التي فرضت اقفال البلد لأشهر كذلك ثورة المطالب المحقة التي حصلت بدأ من تشرين الأول 2019. برودة العلاقات مع الدول الخليجية التي تربطنا بها علاقات تاريخية متنوعة ومتشعبة خفضت قدوم الدولار والاستثمارات والزيارات والسياحة. اقفال العديد من المؤسسات التجارية والسياحية خفض وهج لبنان كمركز سياحي رائد. أما استخراج النفط والغاز وكافة الأمور المرتبطة به، فالوضع يتأرجح بين الخطورة والمنطق بحيث نحتاج الى علاقات ديبلوماسية عالمية قوية تدعمنا.

 فوق كل ذلك، كان هنالك تقصير سياسي في القيام بالواجب كالبطء في تشكيل حكومات في ظروف دقيقة. لم تستطع أي حكومة معالجة مشكلة العجز المالي والدين العام بل اتخذت قرارات في غاية الخطورة كوقف تسديد الديون من جانب واحد. كذلك لم يتم التجاوب مع كافة المطالب الدولية لتنظيم النفس والانتقال الى مراحل أفضل. الفساد كبير ويكبر والمواطن ضائع بين سؤ الخدمات العامة وارتفاع كل الأسعار.

أسعار النقل والاتصالات والمحروقات والخدمات ارتفعت ولا من يعتني بمطالب اللبناني المحقة وفي مقدمها الصحة والتعليم والغذاء. أتت الانتخابات النيابية التي لم تعط النتائج التي تأملنا بها. هل اللبناني غاضب حقا؟ كيف عبر عن غضبه؟ بل كيف يمكن تفسير النتائج التي تحققت؟ المواطن اللبناني اليوم مكشوف صحيا وحياتيا وحتى غير قادر على تسيير أموره مع الاضرابات المتتابعة نتيجة تدني الأجور. سقوط الليرة موجع والانقاذ غير متوافر. مشكلة الليرة ليست نقدية بل نتيجة سؤ الاداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي المبني على التقصير والفساد الذي انعكس سلبا عليها.

 أما الوضع المصرفي، فسقوطه كان مدويا ومن كان يتوقع في أسوأ أحلامه أن لا يستطيع سحب أمواله من المؤسسات التي كانت مضرب مثل في الفعالية والانتاجية وتحوذ على ثقة اللبناني والعالم. المضحك المبكي هو أن الدولة اللبنانية تعتبر أن من له مئة ألف دولار في مصرف هو من كبار المودعين، علما أن هذا الرقم لا يشتري شقة صغيرة ليس في بيروت حتما وانما حتى في بقية المدن وبعض الريف. ما هو مصير القطاع؟ هل الدمج هو الحل اذ من الأفضل أن يكون لنا عدد قليل من المصارف القوية بدل عدد كبير من الأخرى الضعيفة. الوضع المصرفي تعثر ليس فقط بسبب المصارف وانما خاصة بسبب سياسات المركزي والحكومات المتعاقبة. أين هي استعادة الأموال المنهوبة وحتى المحولة بشكل غير قانوني وما هي الخطوات الجدية التي اتخذت لتحقيق هذه الأهداف؟ من دون عودة الثقة الى المصارف لن يستطيع الاقتصاد اللبناني انقاذ نفسه.


الكاتب

لويس حبيقة

مقالات أخرى للكاتب

العدد 56

الخميس 02 كانون الأول 2021

التفوق مع "اكسبو 2020"

لويس حبيقة


من يزور "اكسبو 2020" في دبي يقدر حجم الجهد المادي والمعنوي الذي استثمر لبناء هذه المدينة الكبيرة التي تحتوي على انجازات ورفاهيات مدهشة. زيارة الأجنحة الوطنية ضرورية لتقدير حجم الانجازات الاماراتية، كما تلك المرتبطة بالدول نفسها. هنالك أجنحة ركزت على رسالة الدولة أو المجتمع وأخرى ركزت على الابداع في تصوير الأوضاع وتقديمها للرأي العام العالمي. هذا التنوع في الانتاج يميز "الاكسبو"، فيجعله فريدا وربما من الصعب انتاج مثيل له حتى مستقبلا في اليابان. للنجاح والتفوق شروط بل قواعد أساسها الجدية والعم

العدد 51

الخميس 01 تموز 2021

سياسة الدعم الذكية

لويس حبيقة


مشكلة أي سياسة دعم هو صعوبة الغائها أو حتى تعديلها بسبب المصالح السياسية والاستفادة المادية الناتجة عنها. مشكلة سياسات الدعم عالميا انها توضع لمساعدة الفقراء، لكنها تصب عموما لمصلحة الأغنياء أي عكس السبب الذي وضعت

العدد 46

الإثنين 01 شباط 2021

الاقتصاد والصحة اولويتان

لويس حبيقة


تمر كل المجتمعات بأزمات كبرى تجعلنا نترحم على مشاكل الماضي القريبة قبل البعيدة. كان هنالك حد أدنى من الرفاهية ينعم بها كل أفراد المجتمع. أما اليوم، فالأوضاع الصحية قبل الاقتصادية والاجتماعية تدعو لليقظة والتنبه والقلق. ليست هنالك دولة لا تتوجع اجتماعيا


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك