نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 59

السبت 26 شباط 2022

مشروعان للتغيير الشامل

من الصحافة اخترنا لكم

رفيق خوري

جريدة نداء الوطن في 19/2/2022

المسؤولون مشغولون بمعارك سلطوية شعبوية صغيرة في أزمة بنيوية عميقة. أزمة أخطر من وجوهها الوطنية والسياسية والمالية والإقتصادية والإجتماعية. والكل يعرف أن الإنهيار وصل الى حد لم يعد ممكناً وقفه والخروج منه بالتسويات الموقتة والصفقات المألوفة وبقية الوسائل التقليدية منذ الإستقلال حتى اليوم. فليس أمامنا سوى تغيير اللعبة حتى على أيدي اللاعبين المخضرمين والجدد المحاصرين بأزمة وجود مصيرية تجبرهم على التسليم بإستحالة الإستمرار في الستاتيكو الجهنمي الحالي. واللعبة الجديدة تبدو محور صراع بين مشروعين، بصرف النظر عن موازين القوى وقراءتها وربطها بموازين قوى ومصالح إقليمية ودولية: مشروع إستعادة لبنان وتجديد بنائه وتجدد رؤيته لدوره كمغامرة حرية و”بلد-رسالة” في الشرق. ومشروع إعادته الى نقطة الصفر وإقامة “لبنان آخر” على قياس قوة صاعدة تريد “تصحيح التاريخ” قبل قرون وبناء الحاضر على”ماضٍ أفضل”.

المشروع الأول يحتاج الى ما يتجاوز الإنتخابات والتغيير فيها الى كتلة شعبية تاريخية عابرة للطوائف والمذاهب، مؤمنة بالمواطنة، وقادرة على دفع القيادات الى التخلي عن حساباتها الضيّقة وعلى إنتاج قيادات جديدة. والمهم ليس فقط الرؤية والإصرار على أن يشمل التغيير الدولة والمجتمع بل أيضاً على قراءة واقعية لحسابات القوى الإقليمية والدولية. قراءة التشابك والتناقض بين حساباتنا وهذه الحسابات، بعيداً من الكسل الفكري والتصرف كأن العالم سيخوض حرباً لإنقاذنا من أنفسنا.

المشروع الثاني كانت بدايته الدعوة الى “مؤتمر تأسيسي” جرى سحبها علناً بعد الإعتراض عليها. غير أن الإعتراض كان على نقطة “المثالثة بدل المناصفة”. والمشروع أبعد وأعمق. فهو أيضاً تغيير المجتمع والدولة، ولكن بفعل إيديولوجي ثيوقراطي ضمن أبعاد إستراتيجية. والظروف لم تنضج بعد لمثل هذا المشروع. فضلاً عن كونه يلغي “رسالة” لبنان وهويته ويصطدم بوقائع العالم العربي ويواجه مقاومة محلية وتحديات إقليمية ودولية.

ذلك أن الطريق الى “مؤتمر تأسيسي” طويل وصعب ومتعرج ومملوء بالحواجز. أبسط ما يحتاج إليه عبور الطريق هو إكتمال الإنهيار السياسي والمالي والإقتصادي، وتفكيك ما بقي من جيش وقوى أمن وقضاء وإدارة مع الإمساك بكل مفاصل السلطة ورئاساتها، وإقامة دولة موازية بالتدريج شعارها: ما لنا لنا وحدنا وما لكم لنا أيضاً. فضلاً عن عزل لبنان عن العرب والغرب. والرهان هو على قوة اليأس، بحيث تستسلم الناس أمام فكرة التأسيس من دون حاجة الى “إنقلاب” بقوة السلاح. لكن الحسابات واقعة تحت “إغراء” القوة والتصور أن التطورات الإقليمية تتحرك في اتجاه واحد. والقوة ليست قوة حين يصبح إستعمالها خطيراً في الداخل ومعاكساً للتطورات الحقيقية في الخارج.

يروي الرئيس نيكسون في كتاب “قادة” أن الجنرال ديغول قال له: “فرنسا لم تكن مرة هي نفسها إلا عندما انخرطت في مغامرات عظيمة”. ولبنان لن يكون نفسه من دون أن يجدد مغامرته في الشرق.


الكاتب

رفيق خوري

مقالات أخرى للكاتب

العدد 62

الخميس 02 حزيران 2022

فرصة مفتوحة للتغيير المرحلي

رفيق خوري


لبنان الذي تليق به الحياة يستحق فرصة. لا مجرد فرصة للتعافي المالي والإقتصادي بل أيضاً فرصة للتعافي الوطني والسياسي. الناخبون أعطوا القوى السيادية وقوى التغيير فرصة للعمل من أجل الإنقاذ عبر تغيير الأكثرية في المجلس النيابي. وهي قوى متعددة، وإن تقاربت في الأهداف، وتضم أهل الخبرة وأهل الإندفاع وتبدو غير متماسكة ولا ممسوكة، مقابل قوى من أهل الدهاء وأهل الثقة تبدو ممسوكة لا متماسكة. التحدي أمام الأكثرية الجديدة ليس فقط أن تبتكر صيغة لنوع من وحدة الصف بل أيضاً أن تتعمق في قراءة الواقع المطلوب تغييره ل

العدد 56

الخميس 02 كانون الأول 2021

تحدي الاستقلال الثالث

رفيق خوري


محنة لبنان داخلية قبل أن تكون خارجية. وقدر اللبنانيين أن يعانوا إغراء الجغرافيا لقوى عدة، ويحمّلهم التاريخ مشقة العمل لأكثر من إستقلال. شيء مما سماها مالك بن نبي "القابلية للإستعمار"، وشيء من الضيق بكل إحتلال أو وصاية. شيء من تضييع الإستقلال بسياسات زعماء يتصرفون كأنهم محور الكون، وشيء من الفشل في بناء دولة تستحق الإستقلال ومن النجاح في صنع الأزمات الخانقة للناس. ولا شيء يكتمل. لا الإستقلال، ولا الإحتلال.

العدد 43

الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020

من الصحافة اخترنا لكم: عصر المليشيات والمرتزقة: حروب وصراعات بلا نهاية

رفيق خوري


الحروب بالوكالة ليست ظاهرة جديدة. لكن "الازدهار" الذي شهدته في أفريقيا وآسيا أيام الحرب الباردة وصراع الجبارين الأميركي والسوفياتي، حيث استحالة الصدام المباشر، أقل من "الازدهار" حالياً.


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك