الثلاثاء 02 تشرين الثاني 2021
إسقاط "فكرة" لبنان من الصحافة اخترنا لكم
جريدة نداء الوطن
رفيق خوري - جريدة نداء الوطن - 13/10/2021
موسم الرهان على الإنتخابات النيابية مزدهر على أمل التغيير، بصرف النظر عن الحسابات الواقعية. وليس أكبر من رهان المجتمع الدولي على دور المجتمع المدني والمزاج الشعبي الغاضب على التركيبة السياسية الفاسدة، سوى رهان المجتمع المدني على دور المجتمع الدولي والشارع. والأكبر منهما هو رهان قوى"الممانعة"على الحؤول بكل الوسائل دون حدوث تغيير يقلب الأكثرية النيابية الحالية. لكن السؤال المعلق فوق رؤوس المراهنين جميعاً هو: بأي حال يصل لبنان المأزوم الى الإنتخابات، وبأي حال يخرج منها؟ أليس ما يوازي مشكلة التركيبة الحاكمة والمتحكمة مع الناس هو مشكلة البديل الغائب العاجز عن تكوين كتلة شعبية تاريخية، والمصر على خوض الإنتخابات بالمفرّق والإنقسامات؟ أليست قمة التزييف والتقزيم للبنان وقضاياه ومصيره هي تصوير الصراع بين ما تسمى "جماعة السفارة الأميركية" و"جماعة السفارة الإيرانية" كأنه "أم المعارك" قبل الإنتخابات وفيها؟
الواقع أن "صندوق باندورا" الذي يحوي كل الشرور، حسب الأسطورة، مفتوح من زمان في لبنان بما يتجاوز بكثير ما جاء في "أوراق باندورا" المكشوفة مؤخراً. ولا فائدة من تكبير الآمال على الحكومة خشية أن تكبر خيبة الأمل، لأن اللعبة خارجها. ولا معنى للتنافس و"تناتش" الصلاحيات داخل السلطة لأن اللعب على هامش التحديات الوطنية يبقى في باب المضحك المبكي. أما تدوير الزوايا، فإنه مهمة مستحيلة في قضايا السيادة وقرار الحرب والسلم، وسط محاولة الطرف القوي لـ"تدوير زوايا لبنان" بحيث تصبح "كوعاً طويلاً" يسمح بالعبور الى لبنان آخر.
ذلك أن الإنتخابات في لبنان كما في العراق محكومة بإعادة إنتاج التركيبة نفسها، ولو مع قليل من تغيير الوجوه ضمن الحسابات المحلية وحسابات اللعبة الأميركية - الإيرانية. فالإنتخابات هي مجرد آلية ديموقراطية، لا كل العملية الديموقراطية. وشرط الديموقراطية والدولة الوطنية هو المواطنة. ولا مواطنة في نظام طائفي وقبلي. والمسألة في لبنان تتجاوز الأزمات السياسية والمالية والإقتصادية والإجتماعية. فهذه، على أهميتها، لها علاجات وحلول. المسألة هي العمل على إسقاط "فكرة" لبنان كمغامرة حرية في هذا الشرق المحكوم بأنظمة سلطوية سواء كانت عسكرية أو دينية، حيث تجمعت كل العوائق لتفشيل الثورات الشعبية والحركات السلمية المطالبة بإقامة دول مدنية ديموقراطية خلال "الربيع العربي".
وأقل ما يسمعه الحالمون بالتغيير والدولة المدنية في لبنان هو أن الوقت فات حتى على الأحلام. فالموازين تبدلت. والتغيير حدث، وإن لم يكتمل بعد، على الطريق الى دولة دينية أو أقله في نقلة من مئة سنة طائفية منذ لبنان الكبير الى مئة سنة مذهبية في لبنان آخر. لبنان "الولاية".
يقول صامويل جونسون: "الأزمة هي النقطة التي يصل المرض فيها الى أن يقتل أو يتغير نحو الأفضل". ولبنان المأزوم وصل الى هذه النقطة، حيث القدر والخيار.
مقالات أخرى للكاتب كورونا يحفز التجارة الالكترونية جريدة نداء الوطن
أدت القيود المفروضة لمكافحة كورونا إلى تحفيز التجارة الإلكترونية، العام الماضي، غير أن ذلك لم ينطبق على كل شركات التسوق
اربع حالات انقلابية في جمهوريات الازمات جريدة نداء الوطن
لبنان في حال إنقلابية، وليس في انتظار إنقلاب. وهي حال تتجاور فيها أربعة "إنقلابات" غير مكتملة. وكلها طبعاً من خارج الجيش المحصن ضد إغراء الإنقلابات التي تقوم بها الجيوش، الرافض لدعوته الى القيام بإنقلاب، والحريص على أن يبقى موحداً وصمام الأمان للبلد. أما الحال الإنقلابية الوحيدة المرشحة للإكتمال، فإن حسابات أصحابها الدقيقة في انتظار أن تنضج ظروف إقليمية ملائمة تسبقها حماقات وأخطاء وأحقاد محلية تقود الى الإنهيار الكامل. وأما الناس المسروقة والمهانة والمتروكة لقدرها، فإنها تبدو عاجزة عن الإنتظام ف
البيت الأبيض ينتقل من مستنقع الشرق الأوسط إلى مواجهة الصين جريدة نداء الوطن
بدأ جو بايدن يتجه نحو محور آسيا، لكن يجب ألا يتوقع أحد منه أن يعبّر عن هذا التوجّه صراحةً. أعاد مستشار الأمن القومي، جايك سوليفان، هيكلة فريق الأمن القومي في الشرق الأوسط وآسيا، فعمد إلى تقليص الفريق المخصص
بايدن لا يملك وقتاً طويلاً لاسترجاع المصداقية الأميركية جريدة نداء الوطن
أمعن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في إضعاف المصداقية الأميركية على الساحة الدولية. فقد شككت إدارته صراحةً بقيمة التحالفات المهمة، وتخلّت عن الالتزامات الدولية، وأطلقت تهديدات نارية من دون تنفيذها في معظم الحالات