نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 53

الخميس 02 أيلول 2021

كتاب الدكتور غسان العياش – "المجمع اللبناني 1736: مخاض ما قبل الاصلاح"

قرأنا لكم

غسان العياش

- تعريف بالمؤلف:

من مواليد سنة 1947 في بيروت ، حائز على شهادات الدراسات العليا في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية ، ثم على شهادة الدكتوراه في القانون العام من جامعة باريس العاشرة – نانتير.

عيّن رئيس دائرة في رئاسة الجمهورية سنة 1977 ثم انتقل الى العمل المصرفي سنة 1982، واختير نائباً لحاكم مصرف لبنان سنة 1990 وبعد انتهاء ولايته ، عاد الى القطاع المصرفي الخاص وتبوأ اعلى المناصب ولا يزال.

كاتب مقالات وافتتاحيات في كبرى الصحف اللبنانية .

عضو مؤسس في رابطة اصدقاء كمال جنبلاط وامين صندوق الهيئة التأسيسية للرابطة.

تعريف بالكتاب:

183 صفحة من قياس 23x15

طبعة ثانية سنة 2021

الناشر: دار سائر المشرق

يقول المؤلف عنه في المقدمة انه طبعة ثانية منقحة عن طبعة اولى نشرت سنة 1991 بعنوان "مجمع اللويزة 1736" ويضيف:

"ليست مهمة هذا الكتاب معالجة المسائل الدينية الا عندما يقتضي البحث الاقتراب من قضايا العقيدة والايمان ، فالمهمة الرئيسية له هي القاء الضوء على الجانب السياسي والانتروبولوجي لاصلاح الكنيسة المارونية ، وتأثير هذا الاصلاح على الحياة السياسية والاجتماعية في جبل لبنان ، ومن ثم دوره غير المباشر في ولادة الجمهورية اللبنانية ."

وفي تقييمه لاصلاحات المجتمع اللبناني ، يرى الدكتور غسان العياش "مقاربتين متناقضتين لتقويم الاصلاحات من حيث تاثيرها على الحياة السياسية في لبنان.

ترى المقاربة الاولى ان الاصلاحات زودت الكنيسة المارونية بالتنظيم والقوة اللذين مكناها من بلورة وقيادة مشروعها السياسي واقامة امارة مارونية في جبل لبنان. وادى ذلك الى اهراق دماء غزيرة على ارض الجبل لأنه وضع الموارنة في مواجهة دموية مع العثمانيين ، واخرى مع الدروز.

اما المقاربة الثانية فتنطلق من الدور التنويري للاصلاحات التي فرضها المجمع اللبناني ، وترى انه قاد، ليس الى تقدم المجتمع والكنيسة المارونيين فحسب ، بل الى تطور المجتمع اللبناني بأسره ، والاسهام في بعث النهضة في الثقافة العربية لانه فرض التركيز على التعليم ، وايلائه اهتماماً كبيراً في مقررات المجمع. وعلى هذا يمكن القول ان علاقة الموارنة بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية ، وبفرنسا ، جلبت الى لبنان ، بكل طوائفه التقدم والتنور والثقافة وكذلك الحروب الاهلية .."

- ماذا نقرأ في هذا الكتاب؟

قسّم المؤلف كتابه الى اربعة فصول وخاتمة وملحق حول المدارس والتعليم من مقررات المجمع اللبناني

- حمل الفصل الاول عنوان "الليتنة حلم الباباوات والملوك" وفيه يتناول المؤلف مسار نشأة المارونية وترسخها في لبنان ومحاولات ربطها بالفاتيكان ، وعلاقاتها مع فرنسا، وتعاملها مع الصليبيين ، ثم مع المرسلين الدينيين وعلى رأسهم اليسوعيون.

ففي الصفحة 16 من الكتاب نقرأ:

"لقد سعى مشروع الليتنة في الشرق الى جذب مسيحيي المنطقة الى اعتناق كل المعتقدات والعادات اللاهوتية لكنيسة – روما، واخضاع كنائس الشرق كافة لسلطتها التسلسلية. الا ان هذا المشروع بقي في حالة كر وفر مع النزعة الاستقلالية للكنائس الشرقية طيلة العهود الصليبية وبعدها ، وقلّما وفّق في ايجاد طائفة كالموارنة الذين ارتضوا الالتحاق بروما ، واعترفوا بسلطتها ، والتزموا تجاههها الطاعة العمياء، وتخلوا عن العقائد التي تخالف عقائدها."

- في الفصل الثاني الذي حمل عنوان "الكنيسة المارونية قبل الاصلاح " يستعرض المؤلف تاريخ الكنيسة المارونية ، وما مرت به من مشاكل ومصاعب وانعزال ، وصراع مع الاقطاع على المال والسلطة. والصراع الداخلي على المناصب البطريركية. كما يتناول نشأة الرهبنة المارونية وصراعها مع البطاركة. وفي الصفحة 46 من الكتاب نقرأ:

"وقد التزم اتباع ما مارون بالحياة النسكية والرهبانية في الجبال والمغاور والاديار. وحملوها الى جبال لبنان الشمالي عندما انتقلوا اليه وتوسعوا فيه في زمن لاحق.

كما نقرا في الصفحة 51:

كما هي الحال عند شعوب الشرق الاوسط ، امتزج الانتماء الديني لدى الموارنة بالانتماء القومي والسياسي ، واصبح البطريرك بالتالي هو الزعيم السياسي والديني للطائفة والقائد الذي يجتمع حوله شعبه . وتعزز دوره بفعل السلطات الزمنية التي تركها الحكم الاسلامي لقادة الطوائف المسيحية . وبفعل العزلة الجغرافية للموارنة التي جعلتهم في ادارة شؤونهم الذاتية بعيدين عن تأثير السلطات المركزية والاقليمية. واذا كانت الفكرة الدينية عند الموارنة قد التحمت بالفكرة الوطنية ، حتى صاروا يشعرون بأنهم شعب مستقل وامة تامة. "

(المرجع: الاب بطرس ضو – تاريخ الموارنة –الجزء الاول صفحة 387 وما يليها)

- وحمل الفصل الثالث عنوان"مهمة السمعاني"

مع استمرار الصراع على اشده بين الرهبانية والبطريركية وتعذر التوصل الى حلول توافقية. ومع انتخاب بطريرك جديد سنة 1734، يوسف الخازن ، وفشل مساعي الاتفاق تقرر رفع الامر الى الكرسي الرسولي طالبين ايفاد رسول بابوي الى جبل لبنان ليرأس مجمعاً كنيساً، ويساعد في حل الخلافات الناشبة في الكنيسة واقترحوا ان يكون يوسف السمعاني . ونقرأ عن ذلك في الصفحة 89 ما يلي:

"اننا نرى ان تسيّروا الينا زائراً رسولياً معززاً بسلطاتكم. مسنداً اليه سلطان العقد والحل على ان يكون ضالعاُ في لغتنا ناشئاً في وطننا."

(المرجع: المجمع اللبناني ، ترجمة المطران يوسف نجم صفحة 136)

وورد في في الصفحة 91:

"حمل السمعاني التفويض الحبري واتجه الى جبل لبنان وبيده الى جانب الرسائل والبراءات، مشروع اصلاحي متكامل للكنيسة المارونية اعده بإشراف مجلس البروباغندا. وبعد اخذ ورد وانقسامات وصراعات متواصلة بين البطريرك والرهبانية ، اتفق على عقد المجمع الذي بدأ اعماله في 30 ايلول سنة 1736. وفي 02 تشرين الاول 1736 انهى اعماله واقر دستوراً لاهوتياً تنظيمياً للطائفة المارونية وبرنامج عمل متكامل لتطوير الكنيسة (ص. 104)"

- الفصل الرابع: تطبيق الاصلاحات معبد بالاشواك. لم تمر الامور بسهولة لان الصراعات تواصلت، ودخلت الامور في جهاد طويل لتطبيق الاصلاحات، استمرت قرابة قرن من الزمن . ونقرأ في ذلك في الصفحة 136 "هكذا قضت الكنيسة المارونية سنوات طويلة قبل ان تنفذ مبادئ ومقررات المجمع اللبناني. بعد صراع طويل بين الاصلاحيين من انصار الليتنة الكاملة واخصامهم المتمسكين بالقواعد التقليدية للنظام الكنسي الماروني". وفي الصفحة 149 نقرأ:

"يعود الى المجمع اللبناني الفضل في تحويل الكنيسة المارونية من جهاز متخلف يسوده الفساد ويخضع للنفوذ الاقطاعي ، ويقوده رجال بمعظمهم امّيون الى مؤسسة منظمة تنظيماً حديثا ومبنية على اسس بيروقراطية جديدة مستمدة من النظام الكنسي اللاتيني."

يمتاز هذا الكتاب بالجدية والدقة والاستناد الى مراجع موثوقة باللغة العربية وباللغات الفرنسية والانجليزية بأسلوب علمي موثوق ، ويمثل بالتالي مرجعًا مهما للاطلاع على المسار الذي مرت به الكنيسة المارونية في تاريخها.


الكاتب

غسان العياش

مقالات أخرى للكاتب

العدد 53

الخميس 02 أيلول 2021

رفع الدعم لا يحمي مخزون النقد الأجنبي

غسان العياش


من الأوهام التي يجري بيعها للبنانيين أن ما سمّي أخيرا “رفع الدعم” يهدف إلى الحفاظ على الاحتياط الإلزامي، أي ما تبقّى لدى مصرف لبنان من أموال للمودعين بالعملات الأجنبية. وواقع الحال أن رفع الدعم بالطريقة التي ستتّبع لا يحمي مخزون العملات الأجنبية في المصرف المركزي، كما سنرى، بل إن المصرف مضطر إلى الاستمرار في استعمال الاحتياط، في وقت نشهد فيه ارتفاعات لا سابق لها في مستوى الأسعار.


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك