كيف واين نعالج مشكلة الطائفية في لبنان مشاريع ومطالب اصلاحية
كمال جنبلاط
"مما لا شك فيه انه يوجد ميثاق اجمع عليه اللبنانيون سنة 1943، هو الميثاق الوطني الذي واكب اعلان الاستقلال والاضطراب المؤسسي الذي يتخبط فيه لبنان اليوم ، يتاتى من هذه النزعة الرامية الى وضع ميثاق سنة 1943 موضع البحث والجدل ، الامر الذي يهدد وحدة الشعب وحتى الاستقلال.
ويتبين بالبديهة ان المشكلة الطارئة لا يمكن ان تحل الا في جذورها العميقة واسهاماً مني في ايجاد هذا الحل، اقدم المقترحات التالية :
1- يجب اول الامر احلال الثقة المتبادلة والوئام بين ممثلي مختلف الطوائف اللبنانية ، وذلك بفضل اجتماعات تنظم في نطاق مؤتمرات وطنية دورية ، تفسح في المجال لتبادل النقاش في جو حرّ بعيد عن الرسميات.
2- وضع حد للخصومة العميقة التي تحولت الى خصومة شخصية بين بعض العناصر التي تمثل الاراء المتطرفة لان مثل هذه الاعتبارات الشخصية تهدد بتوسيع حفرة الخلاف بدلا من ان تسدها تدريجياً بحلول وتسويات تنفع دوماً عندما تتوفر الرغبة الصادقة في توطيد الوحدة الوطنية .
3- تقوية السلطة وتنفيذ تصاميم الاصلاح الاداري والاقتصادي والاجتماعي، لان بلداً مثل لبنان، اذا قلت فيه اسباب التذمر والشكوى، لا يمكن ان يصبح ميداناً للاضطرابات الطائفية.
4- على السلطة التنفيذية في هذا البلد ان تلعب دوراً اكثر فاعلية يساعدها على ان تقرّب في كل آن بين الاراء المتعارضة وتخرس الاحاديث الملتوية القصد ، عوضاً من ان تقف من الاحداث موقف حياد اجيز لنفسي بأن اصفه بالموقف المشجع لمثل هذه الاحداث الطائفية.
5- افهام بعض الاشخاص والاحزاب الخارجة عن نطاق البلد ، ممن يبدون ، للاسف ، الاهتمام من الخارج بهذا الاضطراب الطائفي ، انه قد آن لهم ان يكفوا عن لعبتهم ، لان الاثارة الطائفية التي قد تعطي ثمارها في اجل قصير ، لابد لها من ان تؤدي الى كارثةمعمقة في امد بعيد.
6- ان الكيان اللبناني هو كيان ذو تركيب معقّد متناه في الدقة . بحيث انه لا يمكن في هذا المجال ان نخالف دون مجازفة القاعدة التقليدية للسياسة الوطنية التي عالجت دوماً المشاكل الداخلية بتخبط وتساهل وباحتشام وبحذر يقرّب من الحياء، وهذا ما يعرفه الجميع . "
(المرجع: من حديث له لجريدة الاوريان بتاريخ 1/6/1956)
مقالات أخرى للكاتب موقفه من نهج الحكام في معالجة القضايا اللبنانية كمال جنبلاط
البلاد في ازمة اقتصادية وسياسية ... لا مفر من انكار ذلك ولا فائدة من التمويه والتستر .... والبلاد في ازمة اقتصادية لانها في الواقع تعاني
الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020
مشاريع ومطالب اصلاحية كمال جنبلاط
هذا برنامج عملي في وزارة التربية الوطنية سنة 1960 . اعتبار وزارة التربية الوطنية اساساً جوهرياً في تكوين الذهنية الاجتماعية اللبنانية وبالتالي في توخيد المفاهيم الوطنية وتركيز وحدة الشعب اللبناني. وفي هذا السبيل يتوجب تعميم الثقافة وتوحيد مناهج التعليم والتوجيه التربوي العام، وان تتخذ بشكل
الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020
نافذة على فكر كمال جنبلاط - آراء ومواقف: "لبنان لا يستطيع ان يكون تابعاً لأحد" كمال جنبلاط
لا يستطيع لبنان ان يكون دولة تابعة لأحد ، بل دولة حرة تنشر رسالة التضامن والتعاون والمساواة التامة مع جميع فرقاء العقد العربي. ويرفض لبنان كلياً سياسة التدخل في شؤون الغير الداخلية ، ولا يمكنه القبول بها خوف ان يرتد عليه هذا القبول بالتدخل بأسوأ العواقب.
الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020
نافذة على فكر كمال جنبلاط - آراء ومواقف: لبنان والحياد السياسي كمال جنبلاط
"كان الحياد السياسي مخرجاً ممكناً للبنان السيد والمستقل، على منوال سويسرا، ولايزال البعض يحلم بذلك. والمؤسف ان هذا الحياد السياسي السلمي مستحيل تماماً في الاطار الجغرافي والبشري الراهن. ان قطب الجذب والتوجيه الجماعي الوحيد الذي لا يزال ممكناً وفاعلاً بالنسبة للبنان، هو الاسهام الفعلي في تقدم الانسان والحضارة، اي الاندماج بالخدمة ، بالتفاهم وبالتجرد، في المتحد الاقليمي ، وفي المتحد الانساني. ولكن فضلاً عما يتضمن هذا الحل للمسألة اللبنانية تجاه العالم العربي