نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 49

الثلاثاء 04 أيار 2021

كل مسيرة .. تحتاج الى اتخاذ مواقف شجاعة

ملح الارض

عباس خلف

من المسلم به ان كل شعب في اية دولة يحلم بقيادات ورؤساء يتمتعون بالمناقبية والرؤى الاستراتيجية التي تحقق لهذا الشعب آماله وطموحاته وتطلعاته لأن يكون قادراً على ضمان حصوله على حياة حرة وكريمة لجميع المواطنين . وعلى هذا الاساس يتم التصنيف بين قيادة ناجحة وقيادة فاشلة.

وفي لبنان ، طال ليل المأساة التي تحولت اليوم الى كارثة يتجرّع اللبنانيون كأسها المرّة كل يوم ، ويتجهون من السيئ الى الأسوأ، فيما آفاق الخروج من المأساة لا تزال موصدة. ان ما يعاني منه لبنان اليوم تتحمل مسؤوليته طبقة سياسية حاكمة ومتحكمة باتت مدانة من غالبية الشعب اللبناني ومن معظم قيادات دول العالم. بعدما شرّعت امام المواطنين من خلال مسلكها السياسي ، ونهجها في الحكم الذي تغيب عنه القيم الاخلاقية الطريق الى جهنم التي بشّر بها يوماً رئيس الدولة التي باتت فاشلة بكل المقاييس.

بالطبع، لا انسان معصوم عن الخطأ، ولكن الاعتراف بالخطأ صعب على الكثيرين لأنه يفترض توفر المستوى العالي من الشجاعة المناقبية والمسؤولية.

ولتقديم نموذج لما يجب ان يكون عليه رجل الدولة، نعيد نشر المقال الموقف الذي اتخذه الشهيد كمال جنبلاط ، من انحراف الاحداث في الحرب الاهلية سنة 1975 – 1976.

عنوان المقال "الموقف الشجاع.. على هامش المسيرة" وجاء فيه:

"جرّت الاحداث التي حصلت في لبنان سنة 1975 اوساخاً خلقية ، واظهرت عاهات معنوية لا يمكن ان يقف امامها الانسان – كل انسان – مبهوتاً، مشدوهاً ومفجوعاً.... فالسرقة سرقة ، والعدوان عدوان ، وكل انواع المثالب تخرج عن النفسية الاجتماعية اللبنانية وكأن قسماً كبيراً من هذا الشعب ليست لديه كرامة ، او اي حس بالمسؤولية ، فتحلل من كل ارتباط، ومن كل ارادة خير، ومن كل احترام للمسؤولية العامة ، او كأن العنف وحده يستطيع ان يضبطه، ان يربّيه، وان يمنعه عن ارتكاب مساوئ الاخلاق.

ان ما نراه يحصل على ارض الواقع من تجاوزت وفظائع يخيفنا ويدخل القرف في نفوسنا. ولذا ، فانني اخجل منكم يا هذه الكثرة من شعب لبنان ... واتساءل : هل الماركسية او التقدمية او النزعة القومية اللبنانية او العروبة ، او المنهجية الجديدة، او الحضارة او سواها ، وجدت لتكون من دون اخلاق، من دون انضباط، ومن دون شهامة، ومن دون التزام بنزاهة اليد ، وصفاء القلب ، ونظافة اللسان؟ لعنة الله على العنف وعلى الثورة وعلى العقائد الثورية وعلى الثوريين عندما يبررون هذه الاعمال ، ولا يقفون كالابطال في وجه الجماهير ليصدوها عن مسالكها الفاسدة ، وليردعوا انفسهم عن اعطاء المثل العاطل.

تجاه ما نشهده من موبقات، يتساءل الانسان: ماذا تغير العقائد السياسية من تقدمية او شيوعية او قومية وسواها اذا لم تكن الاخلاق في أساسها وفي منطلقها. فالتقدم الحقيقي، بالنسبة لهذا الانسان العاقل الذي يفترض ان يكونه كل انسان ، انما هو في الارتفاع الى مستوى الاخلاق والفضيلة ... وكل ما سوى ذلك ترهات. ثم علينا ان نكشف عيوبنا لنستطيع ان نصحح اخطاء الاخرين . هذا هو الموقف الشجاع... ولنضرب بنظريات بعض العقائد المحض اقتصادية ، او المحض انحرافية في مسار العيش عرض الحائط ، فهي ليست قرآناً كريماً، وليس اربابها أئمة معصومين."

(المرجع: كتابه "لبنان وحرب التسوية " ص. 90 - 92)


الكاتب

عباس خلف

مقالات أخرى للكاتب

العدد 48

الخميس 01 نيسان 2021

مواقف لكمال جنبلاط ترسم خريطة طريق لانقاذ حاضر الوطن ومستقبل الكيان

عباس خلف


في السادس عشر من شهر آذار سنة 1977، اغتالت يد الغدر المعلم كمال جنبلاط قبل ان يتم الستين من عمره. وترك على هذه الارض الطيبة التي ناضل من اجل مستقبل افضل لمواطنيها، دعوة للبنانيين للثورة على الظلم والوصاية والتبعية والفساد والتحرر من السجن الكبير. لقد اغتالوا جسد المعلم ، ولكن فكره باق بقاء هذه الارض والتغيير آتٍ لا محالة اذا اراد اللبنانيون لوطنهم ان يستمر ويدوم

العدد 47

الثلاثاء 02 آذار 2021

كلمة حق

عباس خلف


"ان كلمة الحق التالية نشرتها على الفيسبوك بتاريخ 22 نيسان 2014، وقد كتبت بموضوعية وصدق بصرف النظر عن علاقة الصداقة التاريخية بين جان عبيد وبيني. وقد وجدت من المناسب ان اعيد نشرها في "ملح الارض" للتاريخ والذكرى، ولأن الفقيد الغالي حافظ على الالتزام الصارم بالقيم الاخلاقية والانسانية الى آخر يوم من حياته. تحية محبةٍ ووفاء الى روحه الطاهرة."

العدد 46

الإثنين 01 شباط 2021

عن اية دولة مدنية يتحدثون؟

عباس خلف


لبنان اليوم مهدد بكيانه ، وبمعاناة شعبه التي لم يشهد لها مثيلاً في اصعب مراحله التاريخية : انهيار مالي واقتصادي، اختناق اجتماعي، فقر مدقع وبطالة، هجرة تواجه اقفال ابواب السفارات في وجهها، دول شقيقة وصديقة تحولت عن الاهتمام بالقضايا

العدد 43

الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020

ملح الارض - قضايا الفكر يسيئ اليها الاجتزاء ، وتستدعي التجرد وحسن الاطلاع

عباس خلف


مناسبة هذا العنوان كلام مجتزأ نسب الى المعلم كمال جنبلاط، وخلق التباساً حول رؤية صاحبه للبنان الحداثة، وصوّره داعية للتقسيم الطائفي وفدرالية الطوائف. وبما اننا في رابطة اصدقاء كمال جنبلاط مؤتمنون وحريصون على ابراز تراث كمال جنبلاط الفكري والسياسي


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك