نشرة فصلية إعلامية تصدر عن رابطة أصدقاء كمال جنبلاط
"بعضهم يستجدي الألم و يمتّع نفسه بالشقاء لكي يصل...
و لكن طريق الفرح هي أكمل و أجدى... كل شيء هو فرح... هو فرح

العدد 46

الإثنين 01 شباط 2021

زمن جو بايدن

مقال سياسي

نجاة شرف الدين

ربما من المبكر الحديث عما سيفعله الرئيس الاميركي جو بايدن بخياراته السياسية والاقتصادية ومدى تأثيراته الداخلية والخارجية ، الا ان مجرد خروج الرئيس السابق دونالد ترامب من البيت الابيض ترك ارتياحا واسعا انعكس على مختلف القطاعات في الولايات المتحدة الاميركية.صحيح ان ترامب لا يزال ظله حاضرا، فهو حصل على تأييد ٧٤ مليون اميركي ، وصحيح انه ترك الباب مفتوحا عندما اوحى بعودته ثانية ومحاولته العمل من خلال بعض مؤيديه داخل الحزب الجمهوري او انشاء حزب خاص به ،الا ان ضجيج ترامب الاعلامي الذي رافقه في السنوات الاربع الماضية ونهايته بمشهد الكابيتول وتداعياته التي ستلازمه طويلا كما ان عزله مرتين من الكونغرس واستمرار ملاحقته في مجلس الشيوخ ، سيكون من الصعب على الاميركيين تجاوزه في زمن جو بايدن الذي بدأ منذ لحظة وصوله الى البيت الابيض بالعمل على إصلاح ما خربه سلفه في قوانين الهجرة والمناخ والسياسات الخارجية والعلاقات مع اوروبا وامكانية العودة الى الاتفاق النووي مع ايران وغيرها .

في يوم تنصيب الرئيس الاميركي السادس والاربعين جو بايدن ، غرد الرئيس الاسبق باراك اوباما مهنئأً صديقه قائلا "هو زمنك This is your time " .مما لا شك فيه ان وقوف اوباما الى جانب بايدن في حملته الانتخابية ساهم الى حد بعيد بوصوله الى البيت الأبيض ، كما ساهم تصويت شريحة واسعة من الاميركيين ضد ترامب وليس فقط مع بايدن .اوباما هو من الرؤساء الاميركيين القلائل اللذين نالوا تأييدا شعبيا واسعا بعد مغادرتهم البيت الابيض ، وهو حريص على مساعدة بايدن عبر الاستعانة بعدد لا بأس به من فريقه الرئاسي الاداري والسياسي وهو أطلق عددا من التغريدات الداعمة له ولخطواته الجريئة كما اسماها ، فيما يتعلق بالعودة الى اتفاق باريس للمناخ .

يعلم جو بايدن ان زمنه لن يكون طويلا ، فهو من أكبر الرؤساء الاميركيين سناً ، والارجح انه سيعمل لتعبيد الطريق للولاية الثانية ، امام نائبته كاميلا هاريس المرأة العصرية العملية التي وصلت لاول مرة الى منصب نائب الرئيس وظهرت على غلاف مجلة فوغ بصورة المرأة البسيطة والقريبة من الناس ، ومن هنا فهو يريد ان ينجز في الاربع سنوات المقبلة رغم العديد من الكمائن والعراقيل التي وضعها له ترامب .فما الذي يستطيع ان ينجزه بايدن في هذا الوقت القصير نسبيا ؟

من خلال فريقه الحكومي الذي ينال ثقة الكونغرس ، وفريقه الاداري والامني والسياسي ، يبدو اقرب الى الغاء عدد كبير من خطوات ترامب وهذا كان واضحا في ملف الهجرة واتفاقية باريس المناخية، وتشديد الاجراءات الخاصة بجائحة كورونا مثل الالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، وقد وضع وزير خارجيته أنتوني بلينكن الخطوط العريضة لسياسته في الخارج من خلال اعتبار الصين خصما رئيسيا ومعالجة هذا الملف لن تكون سهلة لا سيما بعد فرض الصين عقوبات على مسؤولين في ادارة ترامب ومنهم وزير خارجيته السابق مايك بومبيو .اما فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا فهو أبدى استعدادا للتفاوض .

بايدن الذي يركز على اولوية في الملف الصحي ومواجهة جائحة كورونا واعادة تنشيط الاقتصاد ، الا ان الملف الذي يؤرق مسؤولي الشرق الاوسط هو العلاقة الاميركية الايرانية وامكانية العودة الى الاتفاق النووي الايراني مع تعيين روبرت مالي مبعوثا اميركيا خاصا الى ايران ،والذي تزامن مع دعوة قطر لحوار خليجي ايراني، فيما كان لافتا الاتصال الهاتفي المطول بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس بايدن والذي قال بعده ماكرون انه سيتعاون مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الايراني والوضع في لبنان مؤكدا التقارب الكبير في وجهات النظر فيما يتعلق بالامن الدولي .

بغض النظر عما سيستطيع تحقيقه من سياساته الداخلية والخارجية ، لكن زمن جو بايدن أعاد الاعتبار لدور المؤسسات وهي بدأت من لحظة التنصيب وخطابه الذي ركز على وحدة الاميركيين ولملمة الشمل وتكريس اسس الديمقراطية والاولويات الاميركية الداخلية كما الخارجية، ومسألة تخطي اعباء مرحلة الترامبية لن تكون سهلة، الا ان تعاون الثلاثي نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الاميركي ونائبة الرئيس كاميلا هاريس مع الرئيس بايدن تحاول على الاقل الحد من الخسائر ...


الكاتب

نجاة شرف الدين

مقالات أخرى للكاتب

العدد 69

الخميس 29 كانون الأول 2022

نبؤة كيسنجر.. 2023 عام التسوية الأوكرانية؟

نجاة شرف الدين


كان متوقعاً، إختارت مجلة "التايم" الأميركية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي و"الروح الأوكرانية" شخصية العام 2022. هذا التقليد تتبعه هذه المجلة منذ العام 1927، وكان يُسمى حينذاك بـ"رجل العام"، وكان من بين من إختارتهم دكتاتور المانيا أدولف هتلر في العام 1938. وللمفارقة، فإن مجلة “التايم” نفسها إختارت


شريط أخبار تويتر

شريط أخبار الفايسبوك