الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020
صحة وغذاء: "الصحة العالمية": الفيروس لم يتغير، بل نحن غيرنا سلوكنا جريدة الشرق الاوسط
عاد فيروس كورونا ليتسلل إلى الخريف الأوروبي الذي بدأت تتساقط عليه أوراق القلق من موسم عزلة جديد، ويتمدّد فيه الخوف من الوباء الذي باتت أرقام انتشاره تهدد بفصل جديد من الإقفال والشلل الاقتصادي.
وأمام الارتفاع المتواصل في عدادات الإصابات الجديدة والحالات الخطرة والوفيات، تعود الحكومات الأوروبية لتواجه المعضلة نفسها التي كانت قد واجهتها إبّان الموجة الأولى من الوباء: الموازنة بين التدابير الوقائية وما تستدعيه من إجراءات تؤثر على النشاط الاقتصادي الذي بدأت تظهر فداحة الأضرار الناجمة عن الشلل الذي أصابه خلال ذروة انتشار الفيروس في الربيع الفائت.
وفي حين تجهد الحكومات لتحاشي تجرّع علقم العزل التام الذي بات شبه محتوم في بعض الحالات، تقول منظمة الصحة العالمية إن: «الفيروس لم يتغيّر، بل نحن الذين تغيّر سلوكنا»، في إشارة إلى التراخي في تدابير الوقاية التي عمت البلدان الأوروبية خلال الصيف، وتذكر بأنها منذ مطالع العام الحالي، تكّرر للحكومات ما هي التدابير التي ينبغي اتخاذها، وضرورة تطبيقها بصفتها حزمة متكاملة لتحقيق النتائج المنشودة.
وتقول ماريّا فان كيركوفي، المسؤولة في منظمة الصحة العالمية عن الأمراض الناشئة والحيوانية المصدر: «صحيح أننا لسنا اليوم في الوضع نفسه الذي شهدناه في الربيع الفائت، فقد أصبحنا نعرف الكثير عن الفيروس، والتدابير التي تتخّذ لاحتوائه فاعلة، لكن المشكلة ما زالت تكمن في تنفيذ هذه التدابير والتقيّد بها».
ويقول مدير قسم الطوارئ المشرف على تنسيق الفريق الدولي لمكافحة «كوفيد-19»، مايك رايان: «من الصعب جداً وقف سريان الفيروس بشكل كامل، إلا إذا فصلنا الناس بعضها عن بعض، وهذا صعب جداً. لكن إذا تصرّفنا بحزم من البداية، كما فعلت اليابان وكوريا الجنوبية، عندما بدأ الوباء ينتشر بسرعة، وركّزنا على الإصابات التي تحمل عوارض، فإن النتيجة مضمونة. لكن إذا تأخرنا في اتخاذ التدابير أو تساهلنا في تطبيقها، تزداد صعوبة مكافحة الوباء الذي قد يخرج عن السيطرة».
وأضاف: «عندما تعود الإصابات إلى الارتفاع، كما يحصل حالياً، وهي ستستمرّ، لأن الفيروس ما زال يحمل طاقة قوية على السريان، علينا التركيز ليس فقط على تدابير العزل وقيود الاحتواء، بل على المراقبة والسهر على تنفيذها».
وعن التجاذبات السياسية التي تعرقل إدارة الجائحة في بعض البلدان، وتهدد بانفجار الوضع الوبائي، مثل إسبانيا وإيطاليا، قال رايان: «إن المنظمة على استعداد لمساعدة الحكومات الفيدرالية على التنسيق بين السلطات المركزية والإقليمية، حيث تبيّن أن عدم التنسيق في أي من الاتجاهين يقضي على فاعليّة التدابير، ويعجّل بتدهور المشهد الوبائي. نعرف أنه ليس من السهل تحويل البيانات العلمية إلى تدابير إجرائية، ومن الصعب على الحكومات أن تترجم البيانات والقرائن العلمية إلى إجراءات يقبل بها الجميع، خاصة في ضوء التداعيات الاقتصادية لهذه الإجراءات. لكن هذه مهمة الحكومات»، ثم أضاف: «عندما يقع الخلاف بين السياسيين حول إدارة الجائحة، يدفع المواطنون الثمن من أرواحهم».
وفيما حذرت منظمة الصحة العالمية من التضحية بالمسنين للوصول إلى «مناعة القطيع»، ودعت إلى إعطاء الأولوية للفئات الضعيفة التي دفعت الثمن الأغلى خلال الموجة الأولى، قال مديرها العام تيدروس أدهانوم إن الهدف من التحالف العالمي لتطوير اللقاح ضد «كوفيد-19» هو تـأمين مليارَي جرعة لتوزيعها بنهاية العام المقبل بين الدول، وفقاً لاحتياجاتها وقدراتها. وأعلن أن شركة «موديرنا» قررت أن تتنازل عن حقوق براءة إنتاج اللقاح الذي تطوره إلى أن تنتهي الجائحة. وبعد أن شكر الشركة على خطوتها التضامنية، ودعا إلى الاقتداء بها، قال إن المنظمة تنتظر لمعرفة المزيد حول تبعات هذا القرار على صعيد نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية، وكشف أن الصين وكوريا الجنوبية انضمتّا هذا الأسبوع إلى تحالف «كوفاكس» الذي بلغ عدد أعضائه 171 دولة.
مقالات أخرى للكاتب تساؤلات حول تحوّرات «كورونا» جريدة الشرق الاوسط
في عامه الثاني، لا يزال فيروس «كورونا المستجد» يؤثر على بلدان العالم صحيا واقتصاديا واجتماعيا، حيث ينتشر في 219 دولة ومنطقة، واقترب عدد المصابين به من المليون العاشر بعد المائة، واقتربت وفياته من المليونين ونصف. وتتصدر
أبحاث لتطوير لقاح موحد ضد كل الفيروسات التاجية جريدة الشرق الاوسط
الجميع سيتذكر اختراع لقاحات «كوفيد – 19» على أنه حدث مهم في تاريخ الطب، ولا سيما أنه تم تطويرها في غضون أشهر بعد أن كان ابتكار اللقاحات يتطلب عشر سنوات على الأقل. ولكن الدكتور كيفون مودجارّاد، مدير فرع
كوفيد 19 يتوج سنة 2020 سنة العلوم لكن الاوساط العلمية ليست متفائلة جريدة الشرق الاوسط
لم يحصل في تاريخ العلوم الطبية أن تمكن الباحثون من تطوير لقاح بالسرعة التي تم بها تطوير اللقاح ضد «كوفيد - 19»، الذي لم يستغرق أكثر من عشرة أشهر، فيما يستغرق تطوير اللقاحات عادة من خمس إلى ثماني، وأحياناً عشر، سنوات.